إذا وردوا الأحساء يرعون خصبها ... وفي برها نبت الرياض الزواهر
وكم أحسن الوالي إليهم ببذله ... وبالصفح عنهم في السنين الغوابر
وكم نعمة أسدى لهم بعد نعمة ... ولكنه أسدى إلى غير شاكر
ومن يصنع المعروف في غير أهله ... يلاقي كما لاقى مجير أم عامر
لقد بطروا بالمال والعز فاجتروا ... على حرمة الوالي وفعل المناكر
فمدوا يد الآمال للملك واقتفوا ... لكل خبيث ناكث العهد غادر
وأبدوا لأهل الظعن ما في نفوسهم ... من الحقد والبغضا وخبث السرائر
همو حاولوا الأحساء ومن دون نيلها ... زوال الطلا ضربا وقطع الحناجر
فعاجلهم عزم الإمام بفيلق ... رماهم به مثل الليوث الخوادر
وقدم فيهم نجله يخفق اللواء ... عليه وفي يمناه أيمن طائري
فأقبل من نجد بخيل سوابق ... ترى الأكم منها سجدا للحوافر
فوافق في الوفرى جموعًا توافرت ... من البدو أمثال البحار الزواخر
سبيعًا وجيشًا من مطير عرمرما ... ومن آل قحطان جموع الهواجر
ولا تنس جمع الخالدي فإنهم ... قبائل شتى من عقيل بن عامر
فسار بموار من الجيش أظلمت ... له الأفق من نقع هنالك ثائر
فصبح أصحاب المفاسد والخنا ... بسمر القنا والمرهفات البواتر
بكاظمة حيث التقى جيش خالد ... بهرمز نقلا جاءنا بالتواتر
فلما أتى الجهراء ضاقت بجيشه ... وجالت بها الفرسان بين العساكر
فولى العدى الأدبار إذ عاينوا الردى ... بطعن وضرب بالظبا والخناجر
فما اعتصموا إلا بلجة مزبد ... من البحر يعلو موجه غير جازر
فغادرهم في البحر للحوت مطعما ... وقتل لسرحان ونمر وطائر
تفاءلت بالجبران والعز إذ أتى ... بشير لنا عبد العزيز بن جابر
فواه لها من وقعة عبقرية ... تشيب لرؤياها نواصي الأصاغر
بها يسمر الساري إذ جد في السرى ... ويخطب من يعلو رؤوس المنابر