وآخر من أخذ عنه من المدرسين هو الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد وقد جلس لتدريس تلامذة الشيخ عمر بن محمد بن سليم بعد وفاته حتى قدم الشيخ عبد الله بن حميد لذلك ولمَّا أن كان قبل وفاته بسنة حدث فيه ضعف وفقد كثيرًا من قوته وعزمه واستمرَّ ضعفه ثم أنَّه أغمي عليه في وسط النهار من آخر أيامه وهو جالس يتحدث مع بعض أحبابه وتوفاه الله ظهر يوم الخميس المذكور عن عمر يناهز الحادية والسبعين رحمة الله عليه وكان قد خلف أربعة بنين وله أخ تولى وظيفة الأذان في المسجد الجامع بعد أبيه وهو محمد بن رشيد كان جهوري الصوت وشجاعًا مقدامًا ولمَّا أن توفي المترجم تأخر تجهيزه لصلاة المغرب ونودي في الأسواق بوفاته واجتمعت الأمة من كل صوب وحدب وصلَّى عليه جمع لم يعهد مثله بحيث أنَّهم لما خرجوا به إلى المقبرة صلَّى عليه المسلمون الذين لم يحضروا الصلاة عليه في المسجد الجامع الكبير فلم يتمكن المصلون من متابعة الإمام في التكبير حتى كان هناك سبعة منبهين وضجَّ المسلمون وانتحبوا وبكوا عليه وترحموا وكان موضع قبره في المقبرة الجنوبية في بريدة فالله المستعان.
وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ محمد حامد فقي رئيس جمعية أنصار السنة في مصر كان الشيخ محمد حامد ناصرًا للسنة مجاهدًا في سبيل العقيدة السلفية مدافعًا عنها باليد واللسان والجنان وقد بدأ حياته بذلك. وأنَّه ليشكر على ذلك وإذا كان منتسبًا للسنة وناصرًا لها ومعاديًا لأعدائها ونجد في كلامه في مقدمة المنتقى وشرح التوحيد والبلوغ ما يدل على قوة تمسكه بالسنة وعيبه على أهل البدع، فما بال أعدائه من الحساد وأبناء جنسه ينالون من عرضه ويذمونه ويشوهون سمعته ولقد كانت مقدمته التي وضعها أمام شرح التوحيد آية في توحيد الله والثناء عليه ووصفه بما وصف به نفسه ووصفه به ورسوله ونعته الرسول محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بما يليق به. ثم قال: أما بعد فإنَّ شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مجدد القرن الثاني عشر قد قام