السفر من قرب الماء والأحواض والمحال والحبال والخيام والأعمدة والفرش وأواني الطبخ وما إلى ذلك من الخدم كل على حسب مقدرته.
فقد قيل إنَّ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن بسام بلغت إبله التي ذهب بها مرة إلى الشام ستمائة رعية وكان زعيم العقيلات أو من زعمائهم ولكن الله سبحانه قدر على هذا التاجر بأن أصبح غنيًّا وأمسى فقيرًا في لحظة ذلك بأنَّها كسدت السكة المتعامل بها وهي أكثر ثروته فكان لا شيء ويروي لنا التاريخ أنَّ رجلًا اسمه ابن رومي من أكبر تجار اللؤلؤ بين الكويت والبحرين وقطر وما إلى ذلك يبيع ويشتري فقدر أنَّهم لما توسطوا في اللجة وحان وقت الغداء قدموا طعام الغداء الذي كان مؤلفًا من أنواع القثاء والبطيخ وما إلى ذلك فوضع صرة عظيمة من اللؤلؤ أمامه ولمَّا أن فرغوا من الطعام وقام لتغسيل يديه ورجع إذا بالخادم قد احتمل الخوان لم يظنها فيه ولم يعلم بها وقد اختفت من بين القشور وألقى جميع الفضلات في اللجة فسأل الخادم عن الفضلات فأفاد بأنَّه رماها في البحر فأسرها في نفسه ولما أن قربوا من الساحل قال لرفقته الذين كانوا في السفينة معه ما ينبغي أن نكون فريسة للأمة فتكسد بضاعتنا بيعوا علي أو اشتروا مني فلمعرفتهم بغناه باعوا عليه جميع ما لديهم وأخبرهم أن الوفاء بعد التصفية ولمَّا أن نزلوا في البحرين نفقت البضاعة لأنَّها لم توجد إلَّا عنده وباع بأسعار باهظة جدًّا حتى أعاد الله له الكرة وجعل أصحابه يعجبون من حظه ويقولون: إنَّ الأموال تتبع الأموال وحسدوه فوفاهم حقوقهم بعدما أخبرهم بنكبته وكيف أنَّه جلس يتغدى من أغنى الخلق ثم رجع لا يملك من مال الله شيئًا. وكثيرًا ما يجري على العقيلات مخاوف ومهالك فقد سار أناس من عقيل في زمن أسفارهم إلى مصر والشام والعراق فلما أن كانوا في الصمان وكانت إذ ذاك مهلكة ومقطعة لا ماء فيها ذهبوا لبعض حوائجهم وخلفوا أحد الرفقة وهو إبراهيم بن عمير الحجيلان في رحلهم ليحفظه وجعلوا بين يديه إبريقًا من