للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سلم علي بن الحسن لابن سعود فأقام مبعدًا إلى ١٣٥٤ هـ ولمَّا أن استصدر الوزير المفوض في بغداد إبراهيم بن معمر من صاحب الجلالة الملك عبد العزيز عفوًا عامًا لطاهر وأصحابه لم يرَ الملك عبد العزيز بذلك بأسًا فأصدر في ١٣٥٣ هـ مرسومًا ملكيًّا برقم ٢٣/ ١ / ١٩ بالعفو عن جميع المبعدين وإلغاء التدابير المتخذة ضد بعض الممنوعين من دخول البلاد والإِقامة بها أو العودة إليها فهاب جميع المبعدين خوفًا من أن ينكل بهم صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن غير أن طاهر الدباغ ومحمد عبد الله صادق رجعا ليلقيا بأيديهما إلى ابن سعود وينطرحا بأعتابه وذلك بعد ما نشر في الصحف المصرية حل حزب الأحرار الحجازي وإنَّما خافوا قياسًا على ما طبع عليه أمراء الحجاز من التنكيل بالمجرم ولكن رئيس الحزب طاهر الدباغ استعدَّ بأن يضحي بنفسه فيكون هو أول المسافرين ولما أن قدما على صاحب الجلالة تلقاهما بالعفو والترحيب وهكذا الرجال يعفون عند القدرة فخطب طاهر خطبة بليغة بين يدي صاحب الجلالة وعاهد على السمع والطاعة وأعرب بها عما قضاه الله وقدره عليه من الغواية وإن الخجل بلغ به إلى حد بعيد وأن الحيرة وسوء التدبير قضت بذلك وأنَّه تاب ونزع وقال في خطبته: إن هذا الخادم المخلص الماثل الآن بين يدي جلالتكم والخجل أخذ منه كل مأخذ ليعترف في كثير من الأسف بأنَّه كان بعيدًا عن معرفة ما خصَّ الله به جلالتكم من مزايا سامية وأخلاق عالية وسجايا علوية وشمائل مصطفوية جعلتكم أحق الناس طرًا بتبوء هذا العرش العربي العزيز على الأمة العربية. وأطال إلى أن قال: فإذا أخطأنا محجة الصواب فيما مضى فوالله لنتمسكن بها إن شاء الله بعد إذ هدانا الله إليها تمسك من يعتقد أن في الخروج عنها خسران الدنيا والآخرة وأنا منذ وفقنا الله للعودة إلى أحضان الحق قد عرضنا عهدنا بالسمع والطاعة والإِخلاص خطيًا لا عتاب جلالتكم السامية بواسطة خادم جلالتكم المخلص القائم بأعمال مفوضية