جلالتكم ببغداد. واسمحوا لي يا صاحب الجلالة بأن أعيد هذا العهد بين يدي جلالتكم تقريرًا لغرض ديني محتم وواجب وطني لازم فأقول لكم علي يا صاحب الجلالة عهد الله وميثاقه على السمع والطاعة في السر والعلن فيما أحببت وكرهت وعلي أن أكون مخلصًا لجلالتكم ولأولياء عهودكم ولهذا البيت السعودي الكريم إخلاصًا تامًّا ظاهرًا وباطنًا في السراء والضراء في كل الأحوال أوالي من واليتم وأعادي من عاديتم وأسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم والله على ما أقول وكيل وهو حسبي وكفى بالله شهيدًا إلى آخرها، والخطبة عجيبة غريبة. أمَّا ما كان من خطبة الشيخ عبد الرؤوف الصبان بين يدي جلالة الملك فإنَّه باح بما لديه من الاعتراف بخطئِه وأعرب عن صفات الملك عبد العزيز وقال في معرضها: إني يا مولاي الخادم المقر بذنبه والمعترف بإثمه والمذعن لأمر مولاه وها أنا بين يدي جلالتكم فإن عاقبتم فبعدلكم وإن عفوتم فبفضلكم وجلالتكم على كلتا الحالتين محمود العمل مشكور الفضل، وهي طويلة عظيمة لولا خشية الإِطالة لأتينا بها. وقال فيها: وإنَّا لنود يا مولاي لو كشف لكم عمَّا جعله الله في قلوبنا لجلالتكم من حب صادق وإخلاص تام وإجلال وإكبار لما خصكم الله به من مواهب عظيمة وأخلاق رضية كريمة حتى ننال الشرف الأعظم بنيل ثقتكم ورضاكم وهما غاية أمنيتنا ومنتهى ما نرجوه. إلى أن قال: والله على ما نقول وكيل، وأتى بشيء عظيم من الترحم والاستعطاف على ما تستطيعه الطاقة البشرية ولله در القائل:
رايتك محض الحلم في محض قدرة ... ولو شئت كان الحلم منك المهتدا
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ... ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وقد بعث الأمير عبد الله من شرق الأردن إلى وكيل حزب الأحرار عبد الحميد الخطيب يستنكر هذا وهل رجوع طاهر على علم منه وأن ذلك