سيرته وكان مسددًا في أقضيته ويحرص على الصلح لِيُرضي الخصمين وكان متأنيًا ومعه خوف من الله تعالى مديمًا على ذكره وصولًا لرحمة ويجب الإِصلاح بين النَّاس متحريًا العدل والإِنصاف إلى أن شعر بالشيخوخة فتقدم بطلب إحالته إلى المعاش فأجابت الحكومة طلبه وعاد إلى وطنه بريدة. كان له حظ في الوظائف التي نالها ومع مزاولة هذه الأعمال فإنَّه لم يشاغب أحدًا ولم يتقدم خصم بشكاية ضده متظلمًا بل كان موضع الإِعجاب من حكومته وأمته. وأسرة الشيخ عبد الله مشهورة في القصيم وكان للشيخ عبد الله أخ يدعى عبد العزيز بن عونة له تمسك في الديانة ومحبة لأولياء الله من أهل الدين والفضل وثبات في العقيدة السلفية وكان فلاحًا يأكل من كسب يده ويصل الفقراء ويواسيهم بماله. وفي بعض السنين أصيبت الأمة بسنة وجدب فقام وقسم مزرعته من البر والشعير نصفين بحبل فقال هذا الشطر لي ولمن أمونه والشطر الثاني لله عزَّ وجلَّ ثم وزعه على الفقراء والمساكين وكان في زمنه عالم كبير السن متعطل الأسباب ذو عائلة فكان يقوم بنصف مؤنته على الدوام وكان يبش بزواره من أهل الخير والصلاح ويقدم لهم ما تيسر من الموجود لديه في وقت كان قليل التمر واللبن والقهوة والبر أكبر ضيافة. والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا. وكان يزار ولا يزور أحد لأنَّه معتزل عن النَّاس إذا رأيته وجدته متقشفًا في لباسه وقد تصدعت يداه ورجلاه من مكابدة الأعمال مع تقدمه في السن ثم يذهب وقت العبادة إلى المسجد فيكون واقفًا أو راكعًا أو ساجدًا بين يدي الله وللبيت حظ من عبادته لله تطوعًا ولبث ثماني عشرة سنة لم يقدم مدينة بريدة. لمَّا توفرت فيها المصنوعات المستحدثة لا لتحريمها ولكن للسلامة من المشتبهات وقد قدمنا أنَّه من زملاء محمد بن مقبل وصالح اللهيمي وسليمان بن ناصر السعوي. ومن أسرة المترجم رجال متمسكون بالديانة يوالون في الله أهل طاعته ويعادون أهل معصيته وينتمون إلى الفضل والصلاح من أشهرهم