الشيخ سليمان الناصر السعوي. كان محبًا لأهل الدين ومواليًا للمؤمنين ومقبولًا لدى أهل زمانه وهو إمام القرية ويأتي ذكر ترجمته إن شاء الله تعالى. أمَّا سبب وفاة المترجم فإنَّه أصيب بمرض مخوف فرأت الحكومة أيدها الله بعزه وتوفيقه أن تبعثه إلى مصر للعلاج ولكنه وافاه أجله المحتوم فيها فتوفي في يوم الاثنين سادس ذي القعدة من هذه السنة عن عمر يناهز ٧٢ سنة ودفن فيها. ومن صفاته أنَّه غر كريم دمث الأخلاق متواضع طلق المحيا ومما جرى بينه وبين واضع التاريخ من الاتصال أني زرت قريته منذ سبع وعشرين سنة لقبض كمية من التمر من إنسان يتعامل مع الوالد فوافيت المترجم وحصلت بيني وبينه ألفة ومحبة فكان يتواضع لي في المجلس وإن كنت إذ ذاك صغيرًا ويخدمني وإن كان هو الأحق بالخدمة وينصح لي ويبشر بالاجتماع ووافيته حينما أراد السفر للحج عام ١٣٥٣ هـ لمَّا ابتعثته الحكومة لقضاء صبياء ضمن الذين بعثوا في تلك السنة فرأيته في حال استقامة وصلاح ووافيته لما رجع من تلك الجهات وكان لبيبًا وغرًا كريمًا لا يحمل الحقد، ووافيته مرة في الحرم الشريف بمكة لدى مجلس علوي المالكي بعد المغرب في إحدى ليالي ذي القعدة من عام ١٣٦١ هـ وجلسنا نستمع لتدريس الشيخ وهو يتكلم في حالة الأغنياء حيث يقول: إن صدقوا في المعاملات وسلموا من الرياء فقد قال عليه الصلاة والسلام: "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين، وإن كذبوا وغشوا فيصدق عليهم حديث أن التجار هم الفجار". قالو يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أليس قد أحلَّ الله البيع. قال:"بلى، ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون". وذكر الجمع بين الحديثين بما فسراه من الأمر.
وفي الحرم وافيته عام ١٣٦٢ هـ مساء بعد المغرب من اليوم الذي توفي فيه الشيخ عمر بن محمد بن سليم فأخبرني بوفاته وأنَّه تأثر لذلك وقال: إني بكيت كثيرًا لهذا النبأ وكان يزورني في بيتي ويوصيني بأولاده خيرًا