لانَّهم إذ ذاك يدرسون عليَّ وكان في صفته متواضعًا غير متزمت ولا متعاظم نحيفًا ولا يمل مجلسه.
وممن توفي فيها من الأعيان عبد الله الراشد الحميد وكانت وفاته على إثر سكتة قلبية من غير ما مرض في شهر ذي الحجة من هذه السنة فأحْدث ذلك رنة أسف في قلوب أحبابه وذويه وكان من أسرة الراشد الأثرياء وأخًا لإبراهيم وعبد العزيز وسليمان أبناء راشد المشهورين الذين تقدم نشاطهم في الزراعة والمشاريع. ويمتاز عبد الله بالكرم والسخاء ولقد رثاه بعض الشعراء النبطيين بمرثية باح فيها بما في مكنونه وأظهر أسفه الشديد لفقده ودعا له وأثنى عليه وعزى قرابته ونفسه بموته وكانت وفاته عن عمر يناهز السادسة والأربعين. نسأل الله تعالى أن يغفر له ويحسن عزاء المصاب. فمن أبيات القصيدة قول الشاعر وهو علي بن حمد الصفراني:
مرحوم يا من كل الأعيان تبكيك ... وكل القصيم اهتز من شد فرقاك
مرحوم يا شيخ إلى حل طاريك ... تبكى عيوني والحشا فيه تكاك
مرحوم يا من لا تعد حسانيك ... وكل الخصال الطيبة ما تعداك
عبد الله الراشد عسى الله يجازيك ... بالجنة الخضراء مقرك وسكناك
أنت الشهيد وربنا ما يخليك ... عساك بالجنة مقرك ومثواك
في جنة الفردوس والحور تتليك ... هذا جزاك وما عملته بدنياك
لو مت في قبرك فلا مات طاريك ... يحيون ذكرك من مشوا مثل ممشاك
وفيها ارتفعت مهور النساء إلى حد عظيم وطالب أهل الأدب والعلم بوضع حد لهذا الأمر ونشرت المقالات في الصحف والمجلات والجرائد ونادى الخطباء على رؤوس المنابر بالتزام أوامر الشريعة. غير أنَّها لم تجد أذنًا صاغية وطال النقاش حول هذه المهمة التي لا تزال متطلبات المهور في ازدياد وبما أن تكاليف الزواج منذ خمسة وعشرين عامًا لا تتجاوز مائة وخمسين ريالًا فقد بلغت في هذه السنة اثني عشر ألفًا من الريالات ولا تزال