في ارتفاع. وقام العلماء يفكرون في درس هذا الموضوع مما اضطر صاحب السماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم إلى وضع نشرة عظيمة أصدرها في النهي عن ذلك وغلظ وذكر أنَّه ينبغي جعل رقابة على من تجاوز الحد وأنَّ لولي الأمر أن يضع حدًّا وسيأتي ذكرها فيما بعد إن شاء الله تعالى. وإنَّه لمما يؤسف ويندي له الجبين أن تكون المسألة تتطور إلى هذا الوضع وتقف الأمة هذا الموقف أمام تلك المشاكل التي {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ}. أما قال الرسول المشرع - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن رجلًا أعطى امرأة صداقًا ملء يديه طعامًا كانت له حلالًا". أما قال لمن قال له: تزوجت امرأة على أربع أواق مُنكِرًا عليه تزوجه بهذا المهر "كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ما عندنا ما نعطيك". ولمَّا جاءت المرأة الواهبة إلى صفوة الخلق تهب نفسها له رغبة في صهره الشريف وكان إذ ذاك لم يكن له بها حاجة فقام رجل من الصحابة وطلب من الرسول أن يزوجه إياها. قال له الهادي صلوات الله وسلامه عليه:"هل عندك من شيء تصدقها". فقال: ما عندي إلَّا إزاري هذا فقال: "إزارك إن أعطيتها إيَّاه جلست ولا إزار لك فالتمس شيئًا". فقال:"فالتمس ولو خاتمًا من حديد". فالتمس فلم يجد شيئًا. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زوجتكها بما معك من القرآن". وفي رواية "هل معك من القرآن شيء". قال: نعم سورة كذا أو سورة كذا لسور سماها. فقال:"قم فعلمها عشرين آية". وإنَّ بسبب غلاء المهور يكثر الفساد وتفسد الأخلاق وتذهب المروءات ويقل الحياء والشيمة من جانب الرجال والنساء وعلى من سن هذه البدعة ما يستحقه. ومن العجائب تجميد هذه المعضلة فلا الأولياء يزوجون ولا الأمة من ذلك يضجون ولا يوجد حل لهذه الأزمة. كيف وقد قال الهادي عليه الصلاة والسلام:"إذا أتاكم من ترضونه دينه وخلقه فزوجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". وأملنا عظيم بأهل العقد والحل أن يلفتوا النظر إلى