ذلك. ولكن الذي يفت العزم ما أخرجه عبد الرزاق أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لا تغالوا في مهور النساء فقالت امرأة: ليس ذلك لك يا عمر إنَّ الله يقول: {وَآتَيتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا مِنْ ذَهَب}. وكانت هذه قراءة ابن مسعود. فقال عمر: امرأة خاصمت عمر فخصمته. وفي رواية أنَّه قال: امرأة أصابت ورجل أخطأ. فهذا هو الذي حمل الجهات المسؤولة وأهل الحل والعقد من عدم الإِلزام بذلك.
وفيها في رمضان ابتدى بإطلاق مدفعين للإِفطار والإِمساك في عاصمة القصيم وقامت المدن الأخرى إذا لم يكن هناك مدافع فإنَّهم يجعلون ألغامًا في الجبال تطلق وقت الحاجة للإِعلام بالإِمساك والإِفطار.
وفيها قام الأدباء من أهالي القصيم يطالبون الحكومة بجعل بلديات في مدنهم وقسم مرور وغير ذلك مما تطلبه البلاد ويساوون بقية مدن المملكة، ذلك لما دبَّ في نفوسهم من معرفة المصالح العائدة عليهم في بلدانهم ومعيشتهم، وأن اليوم ليس كالأمس. ونشرت جريدة القصيم في العدد ٢٤ ما يأتي- إنَّ مدينة بريدة تلك المدينة التي تعد من أكبر مدن القصيم والتي تزخر بالسكان الذين يقدرون بمائة وعشرين ألف نسمة (١) وذلك كما جاء بإجابة سمو أمير القصيم سعود بن هذلول على سؤال سكرتير هذه الصحيفة الفتية والمنشور بالعدد الثالث من هذه الجريدة، ومع ذلك فإنَّه لا يوجد فيها بلدية تقوم برعاية شؤونها ومراقبة الجزارين وبائعي الفواكه إلى آخر المقال. كما أن من المثقفين من يطالب بإيجاد مدارس للبنات فيها. ولا ريب في أن الحكومة قد فتحت أبوابها لكل من يقترح اقتراحًا وجيهًا لا سيما إذا كان يعود على مصلحة البلاد فإنَّ الحكومة تؤيد ذلك غير أنَّه يوجد في البلاد من لا يحبذ هذه الفكرة وسنعود عن قريب.
(١) هذا في حال وضع التاريخ وإلَّا فقد تضاعفت الكمية بحيث تزيد الآن عن مائتي ألف.