نقاتل فيه أوباشا لئاما ... أطاعوا فتنة الغاوي الرجيم
فإن فاؤوا فإن الله يهدي ... لمن شاء للصراط المستقيم
وإلا كان قتلهم يسيرا ... بحول القادر الرب العظيم
لأنهم أناس أهل جهل ... ونقص في الديانة والحلوم
بحلم إمامنا اغتروا زمانا ... ولما يرهبوا غضب الحليم
إمام ماجد الأحساب ينمي ... إلى أعلى الذوائب والصميم
إلى العلياء يسمون افتخارا ... بفعل المجد للعظم الرميم
فلا زالت به الأيام غرا ... يطيب عرفها عرف النسيم
ولما توجه عبد الله بن الإمام بهذه الجنود إلى عنيزة، ووصل إلى شقراء أرسل المدافع وأثقاله إلى أخيه محمد، وهو إذ ذاك في وادي عنيزة، ثم عدا عبد الله على عربان عتيبة وهم على الرشاوية فأخذهم وتوجه إلى عنيزة.
فلما نزل عليها حاصرها ونصب عليها المدافع فرماها رميًا هائلًا، ونزل عليه أخوه محمد بمن معه من الجنود، واجتمع هناك جنود عظيمة كقطع الليل المظلم فأحاطوا بالبلد وطوقوه وثارت الحرب وعظم الأمر واشتد الخطب، ودامت الحرب بينهم أيامًا، فلما كادت المدينة مستهدفة للسحق والمحق، ورأى ورأوا من أمر الله مالا يطاق، وإنه لا قبل لهم بتلك الجنود، طلبوا الصلح من عبد الله ابن الإمام والنزول على حكمه فما وسعه إلا امتثال أوامر والده فأجابهم إلى ذلك بشرط أن الصلح يكون على يدي أبيه الإمام ومواجهته، فكتبوا بذلك إلى الإمام فأجابهم الإمام إلى ذلك رفقًا بهم وحقنًا لدمائهم، وأعطاهم الأمان على أن الأمير عبد الله بن يحيى بن سليم يقدم عليه في الرياض، فخرج الأمير عبد الله بن يحيى إلى عبد الله بن فيصل واعتذر واعترف بالخطأ والإساءة، فطلب العفو والصفح والمسامحة فقبل معذرته وصلحت حالهم.
وحصل بذلك الأمن والأمان للعباد والبلاد، وأطفأ الله الفتنة، وأزال المحنة،