المساعدة لهم وفرض عقوبات إرهابية على كل من تسول له نفسه بمدهم بأي معونة، هذا بعض من كل وسنعود إلى المقصود (١).
وممن توفي فيها من أعيان أهالي بريدة إبراهيم السليمان الجربوع رحمه الله تعالى وعفا عنه وهذه ترجمته هو الشَّيخ البارع في الرجولة والدهاء والمعرفة والكرم والنبل والفضل رئيس العقيلات وأحد أعضاء أهل الضبط والربط في عاصمة القصيم إبراهيم بن سليمان بن عبد الله بن عبد الكريم بن سليمان بن محمَّد بن علي بن جربوع من قبيلة شمر من سنجارة من فخذ المختار رئيس الفخذ الحايق ولد في سنة (١٣١٠ هـ) بمدينة بريدة فنشأ في رعاية والده وكان والده محبًا للعلم وأهله فأدخله والده مدرسة الشَّيخ ناصر السليمان بن سيف وكانت المدارس إذ ذاك آهلة بالطلاب وكلها أهلية في تعليم حروف الهجاء بالألواح الخشبية ثم يتنقلون بالتدريج إلى السور القصار من القرآن الحكيم حتَّى تتصلب معلوماتهم فيعلمون الاستفتاح والتشهد والسير في تعلم القولين وهناك يجدون بعض المبادئ في الخط والحساب ثم تعلم من كتاب في بريدة عراقي كان يعلم إذ ذاك الصبيان وبعدما حفظ القرآن وتعلم الخط والحساب وبلغ الخامسة عشرة من العمر اشتغل بالتجارة في المواشي وجلبها من أنحاء المملكة إلى سوريا وفلسطين ومصر والعراق ودام على ذلك مشتغلًا بالمواشي ويجوب أقطار المملكة لهذا الغرض مما أورثه معرفة الطَّريق والهداية في ظلمات البر والبحر فكان خريتًا ماهرًا في الدلالة يتساوى عنده السير بالليل أو النهار ولقد كان الترجم مشهورًا من بين العقيلات في أسفارهم يختارونه ليسير في مقدمة القوافل لمعرفته بالطرق ومتاهات الصحاري ولما كان ذات مرَّة يسيرون في الحماد قادمين من الشَّام إلى القصيم ثار الجدل بين الذي كان أميرًا
(١) أعلم أن سبب ذكر هذا الابتلاء والامتحان ليتذكر الإنسان نعم الله سبحانه وتعالى وليوطن نفسه على نوائب الدهر ويعرضها على الحديث الشريف "أشد النَّاس بلاء الأنبياء ثم العلماء ثم الصالحون الأمثل فالأمثل"، نسأل الله تعالى أن لا يبتلينا وأن لا يمتحننا إنَّه جواد كريم.