حوالي الجهة الجنوبية فلم يتعرض لتلك الجهة أحد للتشويش فكان المسلمون ينتابون الجهة الجنوبية وكان محسنًا إلى الفقراء والمساكين ويواسيهم ويصلهم، كما أنَّه يصل القرابة ويحن على الفقراء، ولديه كرم ومن خصائصه أنَّه يعد التمر صباحًا واللبن فمن جاء إليه فإنَّه يتناول التمر ويصب له اللبن ويقول خذ صبوحك وقد ظل يوالي وعظه وإرشاده بنشاط وقوة عزيمة ووفق في زمان كانت الظروف تساعده لأنَّ حكومتنا لا تزال جادة في نصرة الدين وأهله وتشد من عزمهم رغم تيارات الأهواء واندفاع النفوس إلى ما يلائمها إلَّا من شاء الله ويلوم من يأمره باللين والرفق ويرى أن ذلك من المداهنة في دين الله وكثيرًا ما يتصل برئيس الهيئات العام عمر بن حسن آل الشَّيخ ويرفع إليه أمور الخنا إذا لم يستطع بنفسه إزالتها، كما أن هيئة الحسبة كانوا يجلونه ويشدون أزره ويبتدرون لأمره وقد تخرج على يديه طلاب كثيرون منهم الشَّيخ عبد الرحمن بن فريان وعبد الله بن جبرين وعبد الرحمن بن مقرن. وكان إلى ذلك ينشر الدعوة إلى الله تعالى ويحث على الاستقامة وكان يديم الحج والعمرة ولما أن كان في أواخر شعبان من هذه السنة ذهب لأداء العمرة في شهر رمضان كعادته وكان ذهابه على أثر مرض ألَمَّ به لأنَّ الشيخوخة قد أرهقته ولما أن قدم إلى مكة المشرفة اشتدت عليه وطأة المرض فعاد إلى الرياض فلما أن علم الملك فيصل رحمه الله بمرض أمر بسفره للعلاج في لندن ولما أن سار للعلاج لم تمهله المنية وفاضت روحه إلى بارئها رحمه الله وعفا عنه وقد حدثني نجله ناصر بن عبد العزيز فإنَّه لما كان في غمرات الموت وسكراته قال له أعطني الملك فيصل لأكلمه قال فناولته التلفون غير أني حبست الحرارة فقال: يا فصيل اتق الله في الرعية وأحسن إلى من استرعاك الله عليهم ثم تشهد وقضى نحبه، لما أن توفي نقل جثمانه بطائرة لأنَّه أوصى بأن يدفن في مقابر المسلمين ولتسهل زيارته في بلده الرياض وكان له عقب حسن وكان إلى جانبه في المرض الشَّيخ محمَّد بن عبد العزيز المطبوع من أهالي عنيزة، دفن هناك في لندن لأنَّه أوصى أن يدفن في البلد التي يموت