للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها إن كان فيها مقابر للمسلمين فدفن كما سيأتي وأمَّا المترجم فإنَّه حسب وصيّته ورغبته نفذت وحمل جثمانه بطائرة إلى الرياض حيث دفن فيها عن عمر يناهز الثَّالثة والثمانين وكانت وفاته ليلة ١٧ من رمضان المبارك الموافق للاثنين من هذه السنة وصلى عليه في الرياض جمع غير على رأسهم جلالة الملك فيصل وأقيمت عليه صلاة الغائب في مدن وقرى المملكة رحمه الله. ولما بلغت وصيّته الملك فيصل بكى وترحم عليه وقال: ذهب الصادقون وقد رثاه العالم الأديب الشَّيخ محمَّد بن عبد العزيز بن هليل بهذه القصيدة:

فيض الدموع على الخدين مسكوب ... يهمي غزيرًا كما تهمى الشآبيب

والقلب من لاذع الأشجان متقد ... والطرف عنه لذيذ النوم محجوب

لفادح الخطب أنباء مروعة ... لها إلى الأرض تشريق وتغريب

رحيل أهل التقى والعلم فاجعة ... ورزء به عالم الدنياء منكوب

أئمة جاهدوا في الله واجتهدوا ... حقًّا وما صدهم وهن وتأنيب

كواكب في سما العرفان ثاقبة ... تهدي الورى وظلام الشر غربيب

أنس مجالسهم يلقى مجالسهم ... خير الفوائد إن الخير مرغوب

منهم أديب أريب عالم علم ... في راسخ الجد والأخلاق محسوب

الشَّيخ عبد العزيز الفذِّ ذو ورع ... نعم التقى بخير الذكر مصحوب

أبو حبيب حبيب في سجيته ... محقق فاضل في الله محبوب

مناصح ناصح في المسلمين له ... لدى المحافل ترغيب وترهيب

من الأولى عمرو الأوقات فازدهرت ... فالوقت حفظ وأعمال وترتيب

لله يدعو وذا في الدين مفترض ... على البصيرة والإخلاص مطلوب

لحكمة الوعظ والتذكير أسلوب ... كم حسن وعظ به تجدي الأساليب

سليم قلب كما دلت شمائله ... منها الصراحة والوجدان والطيب

سمح كريم متى يزره زائره ... يلقَ الندا ومكانًا فيه ترحيب