للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمثله عمرت مساجد فزهت ... بالعلم فيها وبالذكر المحاريب

لله قلب قوي العزم متكل ... على الإله سعيد الحظ موهوب

صافي العقيدة فالوحيان منهجه ... نور ورشد وفرقان وتهذيب

جادت ثرى حل في أحضانه وثرى ... من رحمة الراحم المولى شأبيب

والموت حق ومحتوم له أجل ... وكل شيء بحكم الله مكتوب

والكل فإن سوى الرحمن خالقنا ... فأمره غالب والخلق مغلوب

جبر المصاب وحسن في العزاء به ... إليه يلجأ ملهوف ومكروب

ناه آه نوح والخليل كذا ... نادى الكليم وذو النون وأيوب

وكل داعٍ دعاه واستغاث به ... يرجو ويخشى وهول الخطب مرهوب

وخاتم الأنبياء عند الإله له ... أعلى المقام وما بالحق تكذيب

صَلَّى عليه وكل الأنبياء ومن ... لهديه اتبعوا ما انهل مسكوب

إن هذا العالم قد تأثر لوفاة المترجم فجادت قريحته بهذه الأبيات التي أبدت الأسف الشديد لوفاته لما كان يعلم عنه من مقامات قامها لله وفي طلب مرضاته.

أما عن صفاته الخَلقية فكان طوالًا، قليل اللحم قويًّا كريمًا مبذالًا، يحرص على إطعام كل من قصده ولو كان من التمر واللبن، فكان يصب في تلك الأواني من اللبن ويناول بيده قائلًا خذ صبوحك، وله قوة عزيمة وقلة مداراة غالبًا والله يغفر له ومع هذا فكان له قبول بين الأمة، فكان علماء آل الشَّيخ كثيرًا ما ينتدبونه لحل مشاكل البادية والقرى والوعظ والإرشاد ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يداري أحدًا كائنًا من كان مع تفقد المتخلفين عن حضور الصلوات في الجماعة، ويكثر المشي على قدميه كعادة العربي وله لحية كثة وله هيبة في القلوب بتأييد من حكومتنا التي لا تزال جادة في تأييد القائمين بشريعة سيد المرسلين وله إقدام وشجاعة فكان يذهب إلى المجامع السيئة ويشتت أهلها ويقطب في وجوههم ويناصح الملوك ويحثهم على القيام كما أوجب الله عليهم ولا يداهن في دينه.