ودورًا لأَيتام تضم خلائقًا ... لقد كان يرعى لليتامى وينفع
يحث على إحياء سنة أحمد ... ويدعو البرايا ناهضًا بل ويجمع
وقد بذل المجهود في نصرة الهدى ... ويردي بحق كل من كان يخدع
على هذه الدنيا العفا بعد فقده ... فمن بعد هذا يرتجي بل وينفع
أينسى عظيم القدر بدر زمانه ... خبير بصير أَلمعي ومصقع
بكاه رجال العلم في كل محفل ... وكلٌّ على فقدانه متوجع
بكته بقاع الأرض وقت رحيله ... وحل بها كرب عظيم ومفزع
فيا أسفًا يمضي ويترك غرسه ... مضاعًا بلا راعٍ يفيد وينفع
فلهفي على أرباعه إذ تعطلت ... ويا أسفًا فيما دها إذ تضيع
لقد كان طودًا في البسيطة قد هوى ... فأهًا على بدر يواريه بلقع
رعى الله آل الشيخ فينا لأنهم ... نجوم هدى أمسوا رعاة ومرجع
ولا زال من أبنائهم خلف لهم ... يذودون عن دين الهدى ويدافعوا
أولئك أنجال الهداة ونسلهم ... سلالة من أبدى الهدى فهو أرفع
أعزيكمو في الشيخ أعني محمدًا ... ومثلكموا لا يعتريه تضعضع
سقى الله قبرًا ضمه وابل الرضا ... وأسكنه الفردوس فيها يمتع
وأزكى صلاة من جليل وقاهرٍ ... على من له كل الخلائق تفزع
بيوم عظيم شأنه متأزم ... وتأبى أولو العزم الهداة ليشفعوا
وآل رسول الله والصحب كلهم ... وأتباعهم ما ناح في الطير سجع
وقال الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن سحمان يرثي الفقيد:
بعثت نظامي والتعازي بعبرة ... تفيض دموع العين سحًّا كوابل
لفقد إمام جاء في العلم رتبة ... يقصر عنها كل حافٍ وناعل
وأعني به شيخ المشائخ كلهم ... رئيس قضاة والفتاوى لسائل
إمام حوى علمًا وبث علومه ... لطلاب علم في الضحى والأصائل
فلله كم من مستفيد أفاده ... علومًا جليلات وأبهى مسائل