لفقدان حبر عالم ومعلم ... وداع لأهدى منهج للأوائل
لقد عمنا حزن مرير ولوعة ... لفقد إمام العلم بدر المحافل
فيا شيخنا نلت المزيد ورفعة ... لدى الله في دار الرضا والفضائل
ولو كان لي في الشعر باع طويلة ... لحبرت تأبينا لزين الشمائل
يعبر عما في الضمير من الأسى ... وأحزان قلب من فقيد الأماثل
وقال الشيخ إسماعيل بن سعد بن عتيق في رثاء الفقيد:
الصبر أجمل والرضا لك أفضل ... فالكل يفنى عاجل ومؤجل
ما لابن آدم غير ما كتبت له ... أيدي القضاء حقيقة لا تجهل
العين تبكي والفؤاد هوى به ... نحو الكآبة رزء دهرٍ أخطل
موت الإمام سليل مجد شامخ ... صرح المكارم حبر جيل أول
حمدت مساعي جهده وجهاده ... علم يلوذ به الكئيب الأعزل
ما ماتت النفس النفيسة بعدها ... في جثة المفقود حين تزمل
بل قد تعدد خطبها وكأنها ... روح الملا متسربل ومجندل
طابت نفوس أحبتي وأخلتي ... أن يجعلوه بشق أرض ينزل
لكنه في روضة ورياضها ... فوق التصور لا يرى المتأمل
أرجوالة لا بالتقول خائضًا ... في عالم الغيب الرهيب محمل
لكن عنوان السعادة لائح ... فوق الجبين يجيب لما يسأل
خمسون عامًا قد تحمل عبئها ... بعد المجاهد عمه لا يغفل
طورًا يدرس في الحديث وفقهه ... وعلى العقيدة جادب مستبسل
بحر تلاطم موجه وتدفقت ... خلجانه عبر الجزيرة تعمل
إلى أن قال:
لسنا من القوم الغواية دأبهم ... شق الجيوب ولطم خد يفعل
لكننا نرضى ونسلم أمرنا ... لله ربي ما يشاء سيفعل