مرتفع من الأرض يقع في غربي المدينة وقد بقي منه بقية آثار الحيطان العامة من الحجر وهو واسع جدًّا محاطة بقدر المدينة العظيمة وكان مساحة عرض الحائط ثلاثة أذرع بقدر ١٥٠ سنتيمتر وأطلاله تدل على القوة والعظمة وهذا القصر هو حصن الأبلق الذي تضرب الأمثال بمنعته فتقول الأمة تمرد مارد وعز الأبلق وكان لهذا الحصن شهرة عظيمة وهو الذي كان يسكنه السموئل وكان فوق تل مطل على تيماء ولا يستطيع أحد إذ ذاك الدنو منه وقد تهدم على مر السنين ويظهر لي أن مبانيه الداخلية مقامة من الطين فآثار اللبِن بادية آثارها وفي هذا الحصن يقول الأعشى:
كن كالسموئل إذ سار الهمام له ... في جحفل كسواد الليل جرار
جار بن حيا لمن نالته ذمته ... أوفى وأمنع من جار ابن عمار
بالأبلق الفرد من تيماء منزله ... حصن حصين وجار غير غدار
والأبلق الذي ذكره هو حصن السموئل بناه أبوه عاديًا بن رفاعة بن ثعلبة بن حيا ابن عاديا بن رفاعة بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عمرو بن مزيقياء اليهودي والدليل على أن داخله من لبن وصف صاحب معجم البلدان له بأن فيه آثارًا مبنية من لبن فرؤيتنا لهذا القصر العظيم دليل على أنه يضم غرفًا ومباني وذكر أن أول من بناه عاديًا أبو السموئل، فأما السموئل فهو المعروف صاحب الحماسة والفخر المتوفى في سنة ٦٢ قبل الهجرة وتضرب الأمثال بوفائه وذلك لأنه لما أراد امرؤ القيس الشاعر الذهاب إلى قيصر ملك الروم أودع عند السموأل دروعًا فلما مات امرؤ القيس غزاه الحارث بن ظالم أر الحارث بن أبي شمر الغساني بقوة وطلب منه تسليم الدروع وكانت مائة درع مزخرفة فتحرز منه السموأل فأخذ الحارث ابنه وكان قد خرج للصيد وهدده بقتل ابنه إن لم يسلم الدروع وقال بعدما صاح بالسموأل فأشرف عليه هذا ابنك بين يدي فإن دفعت إلي الدروع وإلا ذبحت ابنك فقال أجلني فأجله فجمع أهل بيته وشاورهم فأشاروا كلهم بدفع الدروع وكان الحارث قد ادعى أن امرؤ القيس ابن عمه ومن عشيرته وهو أحق بميراثه فلما