أصبح أشرف على الحارث وقال ليس إلى دفع الدروع من سبيل فاصنع ما أنت صانع فقتل الحارث الابن الشاب والأب مشرف ينظر إليه ثم انصرف بالخيبة فوافى السموأل بالدروع الموسم ودفعها إلى ورثة امرئ القيس وقد امتدحه الأعشى وذكر قصة ذبح ولده وهو ينظر إليه في القصيدة الرائية التي تقدم بعضها قال السموأل بن عاديا يفتخر بقومه وما لديهم من الفخر والحماسة:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل
تعيّرنا إنا قليل عديدنا ... فقلت لها إن الكرام قليل
وما قل من كانت بقاياه مثلنا ... شباب تسامى للعلى وكهول
وما ضرنا أنا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل
لنا جبل يحتله من نجيره ... منيع يرد الطرف وهو كليل
رسى أصله تحت الثرى وسمى به ... إلى النجم فرع لا ينال طويل
هو الأبلق الفرد الذي شاع ذكره ... يعز على من رامه ويطول
إذا سيد منا خلى قام سيد ... قؤل لما قال الكرام فعول
وأسيافنا في كل شرق ومغرب ... بها من قراع الدارعين فلول
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم ... فليس سواء عالم وجهول
وفي هذا الموضوع قال الشاعر الأعشى مشيرًا إلى سليمان بن داود:
أرى عاديًا لم يدفع الموت ماله ... وفرد بتيماء اليهودي أبلق
أقام ذراه بن داود حقبة ... له أزج سام وطي موثق
براري كبيدات السماء ودونه ... بلاط ودارات وكلس وفندق
له درمك في رأسه ومشارف ... ومسك وريحان وراح تصفق
وحور كأمثال الدمى ومناصف ... وقدر وطباخ وصاع وديسق
فذاك ولم يعجز من الموت ربه ... ولكن أتاه الموت لا يتأبق