وحديثي عن تيماء وتاريخها القديم طويل لا تتسع له هذه الأوراق، ولما أن سرنا من تيماء إلى جهة الشمال كان الخط مسفلتًا كما بينها وبين المدينة المنورة لأن الحكومة أيدها الله رأت أن يمر بها الطريق لتستفيد حياة ونشاطًا وكان مسيرنا بعد مغادرتها في أرض واسعة الأرجاء فيها حزوم وأودية صغار إذا قد تبرَّت القليبة وبينها وبين تيماء ١٢٨ كيلومترًا كان أميرها سابقًا هو عبد العزيز بن عبد الله بن وائل التويجري من أهالي بلدة الطرفية في القصيم، وكان فيه رجولة وآداب وذو همة عالية وكرم لذلك كان أمير تبوك يختصه ونقله إليه ليقوم بمهام الأمور هناك وكان من أسرة كريمة فأخوه محمد بن عبد الله بن وائل من رجالات القصيم وفيه شهامة وله عقل راجح وميل إلى الدين والعقيدة، ومن إخوانه عبد الرحمن بن عبد الله بن وائل إمام قرية الطرفية ومن رجال الفضل والدِّين، أما عن إمارة القليبة فوكالة يقوم بها الوكيل وإمام القرية عبد الله بن محمد بن عريض بالعين المهملة المضمومة من أهالي مدينة بريدة وفيه أخلاق وكرم دعانا في رجوعنا إلى ضيافته فوجدنا لديه كفاءة ومقدرة إضافة إلى ذلك دين وعبادة مع ما كان يتعاطاه من الأعمال المنوطة به، والقليبة تحتوي على مركز للشرطة ومحطة تلغراف لاسلكي وعلى مستوصف ومدرسة ابتدائية وفي الجبال الغربية منها يوجد آثار كتابات بالعبرانية ويسقيها على العموم بئر ارتوازية انفجرت من قعر ٢٠٠٠ قدم وأدخلت دورة المياه في البيوت وحوالي القليبة مركز فجر يقع إلى الجهة الشرقية بمسافة ٧٠ كيلو وإلى جهة الغرب مركز الأخضر بمسافة ٩٠ كيلو، وفي هذه الجهة الغربية الجنوبية مركز المعظم بمسافة ١٠٠ كيلو وعشرة كيلوات وإلى جهتها الشرقية الشمالية مركز الجبعاوية بمسافة ١٢٠ كيلو وكل مركز فإنه قد ملئ بجنود ودوريات لإحلال الأمن وراحة المواطنين وكلها يسودها الأمن والطمأنينة وذلك بفضل عناية أمير العاصمة تبوك سليمان بن تركي السديري بعد عناية الله ولما أن سرنا منها مسافة ١٣٥ كيلومترا في تلك الفيافي إذ بانت لنا أعلام مدينة تبوك التي تبعد عن القليبة بـ ١٣٦ كيلومترًا قدمنا إليها والساعة تشير إلى الساعة الرابعة عربي من