ضحى اليوم الثالث من شهر رجب المحرم عام (١٣٩٢ هـ) وفي هذه المناسبة جادت القريحة بهذه القصيدة تبين شيئًا عن تلك الرحلة:
ففي صبح يوم السبت عجنا بموضع ... به خاتم الرسل الكرام الأطاهر
محمد المبعوث للناس رحمة ... عليه صلاة من عظيم وغافر
وأزكى سلام إذ يحف مباركًا ... يعم ضريحًا حله خير طاهر
نزلنا به وقت الضحى في مسيرنا ... فأكرم بدار حلها ذو المفاخر
بثالث أيام لشهر محرم ... أصم له فضل أتى في المخابر
تزيد على تسعين مثنى لهجرة ... ثلاث مئين بعد ألف لساطر
فاصغ لما أبدي كفيت نوائبًا ... وقاك إله الخلق من كل ضائر
ومن بعد ذا سرنا إلى نحو وجهة ... نريد تبوكًا نبتغي للمآثر
وفي خيبر عجنا لرؤية موقع ... سمعنا به يروى قديمًا لآخر
ففيها جرى من سيد الخلق وقعة ... رواها رجال من ثقات أقادر
يقولون سارت أمة الحق جهرة ... لفتح حصون شادها كل كافر
وفيها عتاة من خلائق ربنا ... دهتهم جنود خصمهم غير ضائر
أولئك أصحاب النبي وحزبه ... فأكرم بهم قومًا حظوا بالمفاخر
فسبحان ربي من عظيم مهيمن ... أعاد وأبدى قاهرًا كل قاهر
وفي بعض ضرب الأرض للناس عبرة ... ليطلعنا ربي على فعل غابر
وآثار أقوام تولوا وأعرضوا ... فعاقبهم ربي بسطوة قاهر
أولئك عاد مع ثمود ومن مضوا ... وأمة لوط إذ سعوا في المناكر
كذا مدين إذ أمطروا وابل الردى ... فصب عليهم جاحمًا ذا سعائر
فأما ثمود قد مررنا بدارهم ... فقد عمهم ربي بصيحة قاهر
وكم من أناس قد أبيدوا بظلمهم ... فأمسوا وقد باءوا بإحدى الفواقر
عياذًا بربي من أليم عقابه ... وصولة عز من عظيم المقادر
وكنت أنادي صحبنا أن تمهلوا ... لكي نر من أطلال تلك المآثر