ومن بعد ذا سرنا على الدرب غدوة ... على مركب هايلكس في صبح باكر
مررنا بتيما إذ سمعنا بذكرها ... قديمًا وقد كانت بلاد مآثر
وفيها لعمري من مرائي سموئل ... وبئر عظيم شادها فعل قادر
وجدنا كريمًا من شباب مثقف ... يسير أمام الركب ليس بغادر
فقلنا له رفقًا فمثلك محسن ... تفضل علينا يا كريم العناصر
أولئك قوم قد أتوا لمهمة ... ورؤية أوطان ورصد مآثر
نريد لهداج إذا قد دللتنا ... ومن أين مأتاها يا كريم العشائر
فأبدى سرورًا باللقاء تفضلًا ... يقول هلموا مبديًا للبشائر
فقلنا له يا قوم نحن أعزة ... شمائلنا بذل الندى في المحاضر
نحب ذوي الإيمان طبعًا وفطرة ... ونهجر من لا يرعوي عن مناكر
فسار إمام القوم يشرح درسها ... وينبأ بأخبار تفيد لسابر
يقول انظروا فعل القرون التي مضت ... وما قد أشادوا من حصون الدساكر
وقفنا بها وقتًا نقلب طرفنا ... مضخاتها قد أبدلت عن أباعر
وفيها رسوم من جسور تبقيت ... وفيها عديد من بقايا القناطر
وقصر عظيم قد أشيد مشرف ... وكم قد رأينا من رسوم دوائر
ألا أيها الصحب الكرام ألا اصبروا ... نشاهد آثارًا لنأتي بالمصادر
ونرجع من أخبارها نرتوي لها ... فليس سماع كالوقوف بناظر
وسرنا نشق البيد نحو مرامنا ... نؤم ديارًا صاعبات القناطر
نسير وما زلنا نتابع سيرنا ... إلى أن قدمنا موطنًا ذا مفاخر
فقام أمير القوم يبدي كرامة ... وهيا من مطلوبنا كل حاضر
سليمان من يدعى السديري مقدم ... هو ابن لتركي ماهر وابن ماهر
فقد قام في بذل الجهود بسيرنا ... وتسهيل مطلوب وخدمة سائر
رجالًا وأموالًا تحف بقوة ... لنا أمننا بين الربى والقناطر
فأكرم به شهمًا وأنعم به أخًا ... أديب أريب ما له من مناظر