أَشْقَاهَا (١٢)} وقصة الناقة وعقرها مذكورة في كتب التفاسير والتواريخ مما لا تتسع له هذه العجالة. وقد أفردنا هذه الرحلة بكتابة مطولة ووضعنا رسومًا لبيوت أمة نبي الله صالح عليه الصلاة والسلام في تلك الجبال والدموس بحيث كانوا ينحتون الصخر ويجعلونها بيوتًا حاذقين ومتجبرين، وكانت تلك البيوت آية تدل على قوة القوم وما مكن الله لهم بحيث ينحتون الصخر وينقشون الحجارة وهنا تصاوير منقوشة لم تتغير على مر الدهور والأزمان، أما ما كان من بيوت المدر ففي بطن ذلك الوادي قد سقطت أكوامًا على مر السنين وعلى أثر أمطار غزيرة هطلت في هذه السنة المذكورة في فصل الشتاء اجترفت بعض الآثار فخرجت أواني من الفخار على ظهر الأرض يشاهد منها آثار البوم والرحى، أما عن آبار ثمود فلا تزال موجودة منحوتة كبيوتهم استخدمها العصريون بعدما اندفنت وجعلها أربابها الحاضرون لسقي نخيلهم ودوابهم وأشجارهم، وكل واحد من المزارعين يزعم أن بئره هي بئر الناقة التي أقر الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه في الاستقاء منها، ونهاهم عن أن يشربوا من سائر بلاد الحجر ولا يتوضئوا منها للصلاة وما كان من عجين عجنوه فيعلفوه الإبل وكان - صلى الله عليه وسلم - لما مر بمدائن صالح قال لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم مثل ما أصابهم، وفي رواية أنه قال فإن لم تبكوا فتباكوا وقد حامت أفكار العلماء ودارت الآراء حوالي هذه المشكلة ولا سيما في هذه الأزمان التي سكنها أناس وأزالوا الأتربة عن الآبار وغرسوا النخيل والأعناب وسائر الأشجار وكانت الأرض قابلة للزراعة ولكن هنا معوق وهو ما ذكرناه والحديث رواه البخاري ومسلم وقد تكلم ابن حجر والنووي شارحا الصحيحين وأجادا وأفادا كل منهما على مقدرته وكان من العلماء من يشدد في الموضوع وآخرون تسامحوا في هذا الشأن وقد كونت الحكومة الإسلامية الشرعية السعودية لجنة من العلماء للنظر في ذلك والبتّ فيه وذكر لي فضيلة الشيخ رئيس المحاكم هناك صالح التويجري أنه أحد أعضاء اللجنة ولا أدري على أي وضع انتهت المشكلة بجواب قطعي، وقد