يستطيع الصعود إليها بقدر ارتفاعها بمائة وخمسين مترًا يزيد حجمها عن مسافة كيلوين وهي التي صعد إليها سقت ناقة صالح لما قال نبي الله أدركوا سقبها فإن حصلتم عليه نجوتم لكنه دعا ثلاث مرات يقول يا رب أين أمي ثم غاب ولم يستطيعوا الحصول عليه وكانت الكاتبة بأرض رملية ولما أن سرنا من الحجر إلى جهة الجنوب الغربي مررنا بموضع يدعى ثربة ومنه إلى شلاش ثم العذيب وفيه زراعة ونخيل وأشجار كما أننا جزنا إلى جبل يسمى معلق الحمادي قيل كان هناك صقور وكان أصحابه يدلون بحبل من أعلى الجبل ليصطادها من أوكارها وكان الحبل قد انتشب في موضع فلم يستطيعوا جذبه ولبث معلقًا بين السماء والأرض حتى هلك ومزقته الرياح والأمطار هذا ونحن نسير إلى العلا حيث مررنا بحجر منحوت أحمر اللون مستدير مهندس كأنه من نحاس مساحة حائطه اثنان وثلاثون سنتيمترًا كالإناء العظيم عمقه ثلاثة أمتار ودائرته عشرة أمتار وخمسة وسبعون سنتمترًا يزعمون أنه الإناء الذي تحلب فيه ناقة صالح - عليه السلام - وكان وضعه عجيبًا ونحته غريبًا ولا تظن إذا رأيته إلا أنه من نحاس لكنه حجر منحوت وحوالي ذلك الإناء الغريب الوضع أكوام من الحجارة كأنها مدينة قد تداعت فكانت أكوامًا من الحجارة وقد جعلنا له رسمًا في تلك الرحلة، وبعدما تجاوزناه مررنا بمدينة العلى وهي عبارة عن نخيل بين جبلين يقدر طولها بمسافة خمسة عشر كيلو ويحف النخيل إلى جهة الغرب مساكن الأهالي يتخللها أسواق من جملتها سوق البيع والشراء ورأيت العمال ينسفون في الجبل الغربي بالديناميت لتوسعة الشارع. وبالجملة فسوق البيع والشراء ضعيف ومناخ العلى على العموم غير صحي، وما زلنا نواصل السير في أراضي وطرق غير معبدة قد غمرتها حجارة سوداء بين تلك الجبال التي لونها حديدي حتى ألجأنا المقيل إلى ظل سمرة هناك فألقينا رحالنا وقام الرفقة يصنعون ما يصلحهم حيث كان لديهم ذبيحة من المعز وشيء من الفاكهة وكنت غير مرتاح من أتعاب السفر ومشقته. وبعد الغداء والمقيل سرنا حتى جزنا وادي الجُزُل وكان مملوء بشجر الفضاء وكانت السيارة رغم قوتها تكاد توقف عن