حميد أو اللسان الذي هو من أبعد المراكز السعودية بحيث كان يبعد عن مدين بواحد وستين كيلو وهو على مقربة من الحد إلى جهة إسرائيل فسرنا إليها وكان في الطريق (مقنا) وهو أيضًا مركز هناك، أما عن مركز الشيخ حميد فإنه لا يتجاوز بعده عن كيلوين من مطار إسرائيل وكان فيه جنود مرابطين بصورة مستمرة على الساحل يرقبون حركات اليهود وسكناتهم كان لديهم جهاز مخابرات واستعداد للطوارئ ويرأس ذلك المركز ناصر فارس العتيبي أدينا صلاة العصر في ذلك المركز وأحاطوا بنا يقدمون ما لديهم من كرامة وكان المعروض مع القهوة والشاي تمرًا يابسًا رغم أن اليوم يوافق السادس والعشرين من برج الأسد وكان من توفيق الله أننا كنا نحمل حبات من القثاء أهداها إلينا الشيخ محمد بن مسلم فقدمناها لهم هذا ونحن نحدثهم ونشجعهم على الحفاظ فيما وسد إليهم ولزوم الثغر الذي هم فيه وكانوا مخلصين ولديهم شهامة وشجاعة وبين أيديهم المنظارات وحواليهم مخزن قد أعد فيه قوة هائلة وذخيرة، نعم كانوا مرابطين وفي سلاح الحدود جزاهم الله خيرًا.
ولما كان يوم حنين أخبر الرسول أن هوازن خرجت عن بكرة أبيها بظعنهم ونعمهم ونسائهم واجتمعت في حنين فقال الرسول عليه الصلاة والسلام من يحرسنا الليلة فقام أنس بن أبي مرثد القنوي وقال أنا يا رسول الله قال اركب فركب فرسه وذهب إلى أعظم الثغور حيث وجهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولما رجع بعد صلاة الفجر سأله هل رأى أحدًا قال لا يا رسول الله فسأله هل نزلت الليلة قال لا إلا مصليًا أو قاضي حاجة فقال له الرسول قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها أي أتيت بعمل يوجب لك الجنة فنسأل الله تعالى أن يحمي حرزة الدين وينصر الإسلام والمسلمين، ثم رجعنا إلى مدين وذهبنا مساءً إلى الزعيم سليمان البحيري بحيث كان بانتظارنا حيث تناولنا عنه الشاي والقهوة وشيئًا من الفاكهة وقدم لنا قنوان النخل فيها رطب وبسر وأتي أيضًا قنوان النخلة الحلوة التي ملئت السيارة يقول تصدقوا به على من وجدتم فطلب منا فضيلة الشيخ القاضي أن نؤدي صلاة المغرب في الجامع الكبير ونلقي فيه موعظة وذكر أنه واعد الأمة بذلك وكان