العامي من عبارة ابن القيم رحمه الله بل هما داخلان في معنى قوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (٥)} ولذلك يعرف أوقاتها الحاسبون من علماء الفلك ويحررونها قبل وقوعها مضبوطة بالدقائق والثواني ويذكرون في تقاويمهم السنوية ما يقع في كل سنة منهما إلى آخر كلامه نعم ذكر المشرع عليه الصلاة والسلام أنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنه قام يصلي خائفًا وقال "فإذا رأيتموها فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم" فوجب متابعته - صلى الله عليه وسلم - وجوبًا في الوجوب واستحبابًا في الاستحباب وأن نفعل كما فعله.
وفيها قامت الحكومة السعودية بهذه الجهة الكائنة إلى الغرب من مسجده - صلى الله عليه وسلم - وذلك لتوسعة المسجد النبوي حيث كان يضيق بكثرة المصلين رغم ما قامت به أولًا في سنة ألف وثلاثمائة وأربع وسبعين فأمرت بتقويم البيوت والدكاكين لهذا الغرض وشرع العمال في مستهل ربيع الثاني من هذه السنة بالدركتورات والعدات فما أن استهلت جمادى الثانية حتى أصبحت تلك المساحة الواسعة قاعًا صفصفًا وتقدر بمساحة المسجد مرتين وأقيمت فيها مظلات هندسية لوقاية المصلين من الشمس والأمطار وقد تضيق في الجمع بمن كان فيها.
وفي هذه السنة أراد العرب أن يضربوا دولة اليهود ضربة تتجلى تلك الظلمة منها لأنهم سئموا من اليهود وملوا من إرهابهم ومعاملتهم السيئة لجيرانهم كمصر وسوريا ولبنان وليغسلوا أدران هزيمة ٥ يونيو سنة (١٩٦٧ م) ولا سيما ذلك الهجوم الذي قدمنا من انتهاكهم حرمة لبنان وكان ذلك الهجوم أن مظليين من اليهود قد هبطوا من طائرة يهودية على أحد الشواطئ الرملية في أواخر ليلة الثلاثاء ٧/ ٣ فانتشروا ممتطين سيارات في شوارع بيروت فجرت معارك مع رجال الأمن والجنود اللبنانيين ولا ريب أن هذه خطة مدروسة بين العدو وبين عملائه في بيروت وقامت فرقة إسرائيلية أخرى بنسف كراج في مدينة صيدا وقتل أولئك اليهود المهاجمون أحد عشر شخصًا وجرحوا تسعة وعشرين وصعدوا السلالم