وفي سنة (١٣٣٨ هـ) بعث به عبد العزيز بن عبد الرحمن ليقود جيشًا ضد آل عايض في عسير كما قدمنا وكانت تلك الإمارة قد رفضت أن تتحد مع بقية أجزاء هذه الملكة فنازلها وأخضعها وقدم بزعمائها مخفورين إلى الرياض، وقد لبث في إمارة حائل اثنتين وخمسين سنة ولما أن تم له من العمر اثنتان وتسعون سنة طلب من حكومته الإعفاء من الخدمة وتفرغ للعبادة حتى وافاه أجله المحتوم في مدينة الرياض بعدما قدمها عام اثنين وتسعين، وكان إلى جانب شجاعته وصرامته يتحلى بالتقى والورع والتمسك بالدين الحنيف محافظًا على الصلوات مع الجماعة وقورا صامتًا متدينًا إذا أردت أن يحدثك عن جهاده وكفاحه يقول ما نحن إلا جنود صغار نؤمر فنأتمر ويخطط لنا فننفذ، قال الشيخ محمد بن عبد العزيز بن هليل يرثاه بهذه القصيدة ويذكر مناقبه الشريفة:
رحيل الأمير الأريحي المساعد ... هزبر الشراى عبد العزيز المساعد
مصاب ورزء فادح أجج الأسى ... لفقدانه من كل ناعٍ وفاقد
هو الفارس المغوار في حومة اللقا ... أبو الشبل عبد الله فرع الأماجد
حسام نضال والقنا يقرع القنا ... ونار الوغى ما بين صال وواقد
لقد كان حدا في الصوارم ماضيًا ... بكف المليك الفيصلي المجاهد
أجل إنه عبد العزيز أخو العلى ... مؤسسها مجدًا بأرسى القواعد
وحامي حمى الإسلام والعدل والتقى ... مؤمنها من كل طاغٍ وحاقد
من البحر حتى البحر شرقًا ومغربًا ... وشامًا جنوبًا حول أَطوار حاشد
بنصر وتوفيق الإله وفضله ... برغم الأعادي والألد المعاند
فلله عهد شامل الأمن والهنا ... بعز مكين ساطع السعد سائد
وكم للأمير ابن المساعد كم له ... مواقف صدق في الرخا والشدائد
مواقف ميمون أمين محبب ... وغيظ على الأشرار أهل المكائد
فآهًا على فقدان شهم مظفر ... ومسعر حرب للجحافل قائد
دهاء وتوفيق ورأي مسدد ... وحظ من الله العلي المساعد