أنهم من التواجر يجمعهم الجد السادس، ولد رحمه الله سنة (١٣٢٩ هـ) في قرية الشقة الكائنة على بُعد مسافة ٧ كيلو من مدينة بريدة وتقع في الشمال الغربي عن المدينة فتعلم القراءة والكتابة على مقرئ فيها، كما أخذ مبادئ في الحساب ثم أنه رحل إلى بريدة للأخذ من علمائها فأخذ عن الشيخ عمر بن محمد بن سليم وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي وأخذ عن الشيخ سليمان بن عبد الله المشعلي وأخذ عن الشيخ محمد بن عثمان الشاوي.
وأكثر الأخذ عن الشيخ عمر بن سليم وحظي لديه فكان ملازمًا له في الحضر والسفر كجملة رفقته، فقلما يحج أو يذهب إلى الرياض إلا والمترجم في صحبته حتى قال عنه بعض زملائه هذا ولد للشيخ سوى أنه لم يلده وجد واجتهد وأعجب به شيخه عمر بن سليم كما أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد لما بعثته الحكومة إلى بريدة مدرسًا وقاضيًا في إقليم القصيم. وكان المترجم رجلًا اجتماعيًا يحب المذاكرة والبحث وكان مرحًا مع رزانة وهيبة عضدًا إلي أشد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم ويغشى الناس في مجامعهم ويذكرهم، وذهب مرة إلى القاضي حسب دعواته لأهل الحسبة والأئمة والمؤذنين لتشجيعهم في القيام بامر الله فذكر أنه متبرع بنفسه لتوجيه الأمة إلى صراط الله المستقيم، وأنه صابر على ما يناله في الدعوة إلى الله تعالى من جهل الجهال والنيل منه وأنه وقف نفسه لذلك.
وكنت أذهب وهو في معيتي إلى المستشفيات والدارس الحربية والزراعية والصناعية وقد قمنا وفي صحبتنا بعض الموجهين لزيارة المدرسة الحربية في بريدة وكان مديرها إذ ذاك رجلًا طيبًا من أهالي عسير يدعى حسن مستور فأحضر الطلاب في ساحة المدرسة وحصل منهم إقبال وقبول لتوجيهاتنا إليهم بحيث نحثهم قبل كل شيء على المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة والثبات على تعاليم الدين والإخلاص لحكومتهم ولشعبهم.