وهكذا كل دعوة على بصيرة وحسن نية وبحكمة وموعظة حسنة ودعوا لنا وشكروا لنا حتى أنهم كانوا قد تعلقوا بنا وطلبوا منا أن نكثر من زيارتهم وأقسموا لنا بأن زيارتنا كالغيث أصاب الأرض المجدبة.
وزرنا مستشفى مدينة بريدة المركزي بعدما ضربنا موعدا للزيارة فلا نفاجئهم وقد حضر الأطباء والممرضون والممرضات والمدراء والمراقبون والبوابون وأعطيناهم توجيهات حسنة تعود على مصلحة المجتمع، وهذا باعتماد ثلاثة أشياء أن لا تدخل امرأة إلا ومعها ذو محرم وأن يحافظوا على الصلوات الخمس في جماعة وهذا خاص بالرجال، بحيث جعلت الحكومة مسجدًا وإمامًا ومؤذنًا وكلفت عضو الهيئة الدينية بالمحافظة على ذلك. ثالثًا: اجتناب الدخان ومن ابتلاه الله بهذه البلوى فإنه يكون متسترًا بحيث لا يجاهر بذلك علنًا، وكنا ممتطين سيارة من قبل المحكمة الشرعية وسيارة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وظائفه:
أما عن أعماله التي كان متصفًا بها فإنه لما قدم مدينة بريدة لطلب العلم كان من جملة الغرباء الذين سكنوا في حجرات مسجد ناصر بن سيف؛ لأن المسجد فيه خمس حجرات قد يسكن الحجرة الواحدة ثلاثة أو أربعة لما كان ينتاب المسجد من الطلاب والدارسين على فضيلة الشيخ عمر بن محمد بن سليم، وما هناك من المستمعين الذين اجتمعوا لاستفراغ منطوقه وجثوا أمامه بالركب ولما أن نقل الشيخ عمر إلى جامع بريدة بعد وفاة أخيه الشيخ عبد الله كان المترجم قد تزوج بابنة عمه فولاه الشيخ إمامة المسجد وذلك في سنة (١٣٥١ هـ) وذلك لحسن قراءته وتجويده ومؤهلاته في العلم فقام بالإمامة والتدريس والوعظ والإرشاد فلبث في ذلك المسجد خمس عشرة سنة ثم إنه بنى مسجدًا في شمالي بريدة حوالي بيته ويعرف باسمه وفي عام (١٣٧٣ هـ) فتح المعهد العلمي في بريدة فعين فيه مدرسًا في العلوم الدينية وانتفع بعلمه خلائق كثيرون فكان يدرس في المعهد وفي المسجد واستمر