وكان في آخر حياته ملجأ وكهفًا لأهل الخير يترددون إليه ويفزعون إليه عند المهمات فيجدون ما يفرج عن المهظوم.
ثم إنه مرض قبل وفاته بمرض أفقده شعوره لمدة ثلاثة شهور لكنه يلهج بالاستغفار والذكر وتوفاه الله تعالى في منتصف ليلة الأحد الموافق ٢١ ربيع الأول عن عمر يناهز (٨٨) عامًا وتأخر تجهيزه إلى صلاة الظهر من اليوم المذكور فصلى عليه المسلمون في جامع بريدة الكبيرة حيث امتلأ المسجد وشيعه خلائق كثيرون وأقبل الناس يعزي بعضهم بعضًا حيث اجتمعوا من القرى والضواحي وعم الأسى والحزن ودفن في مقابر الموطا غربي المدينة وقد رثي بمراثٍ حِسان.
وممن توفي فيها الرجل العابد إبراهيم بن جردان رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته: هو الزاهد الخطيب المقرئ الحافظ إبراهيم بن محمد الجردان كان من أهالي مدينة بريدة ومن أسرة فيها ولد (١٣٢٥ هـ) فنشأ كغيره في الدراسة في إحدى المدارس الأهلية وأخذ يتعلم القرآن حتَّى حفظه عن ظهر قلب، ثم إنه اشتغل في التجارة لتأمين معيشته ثم إنه كان عضوًا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشرقية بالظهران، ويدرس على رئيس محاكم المنطقة ويتولى الخطابة في بعض الأحيان هناك كما أنَّه أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد حال إقامته في مدينة بريدة وله صوت جهوري حسن في تلاوة القرآن فهو من أحسن بني زمانه في الترتيل.
ثم إنه تولى وظيفة التدريس في مدرسة دار التربية ثم كان مدرسًا في القرآن والعلوم الدينية في مدرسة تحفيظ القرآن في مدينة بريدة، كما كان في مدرسة دار التربية ونال وظيفة جامع مسجد الخبيب ببريدة وكثر تردد الرجال والنساء على مسجده في صلاة التراويح وقيام شهر رمضان حتَّى أنَّه كان يمتلئ المسجد من كثرة المصلين الذين ينتابون المسجد من بعيد إليه لحسن صوته وجودة تلاوته كما كان يغص المسجد يوم الجمعة بكثرة المصلين.