ولما أن ترك التجارة وتشبث بالإمامة والتدريس كان رزقه رغدًا ولزم الإمامة والخطابة، وكان مولعًا بالحج والعمرة ومحبوبًا بين الناس لعقله وقلة مشاغبته وعبادته شكور النعم لله.
ولما كان في شهر جمادى الثانية من هذه السنة ذهب لزيارة مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة ولأداء العمرة وعاد بنفسه يوم الخميس الموافق ٢٨ جمادى الثانية ليصلي إمامًا بالمسلمين لأنه لم يخلف أحدًا فأدى صلاة الجمعة إمامًا في مسجد بريدة حرصًا منه على رغبة الناس في الصلاة معه ولما أن كان من آخر يوم الجمعة رجع إلى عمرته وحينما سار ميممًا إلى جهة الغرب انقلبت السيارة فكان في ذلك حتفه وكان ضحية لهذا الحادث وقد أسفت الأمة لموته وحزنوا، رحمه الله وعفا عنه.
فيها وفاة هواري أَبو مدين رئيس الجزائر وكان ذلك في ٢٧ من شهر محرم الموافق ليوم الأربعاء وقد تأخر تجهيزه ليصلى عليه بعد صلاة الجمعة وتقام الجنازة في مظهر عظيم لأنه قدم إلى الجزائر وفود كثيرة للصلاة عليه وتشييع جنازته وظهر حزن عميق لذلك وتأسفت الجزائر عليه أسفًا شديدًا.
وفيها في أوائل شهر شوال يوم السابع منه وفاة أَبو الخير المودودي شقيق الشيخ أبي الأعلى المودودي مؤسس الجماعة الإسلامية الباكستانية على إثر إصابته بنوبة قلبية ويبلغ من العمر ثمانين عامًا.
وفيها وفاة الشيخ حسن محمد مشاط بمكة المكرمة وقد استقبل ذووه العزاء بمنزله في مكة المكرمة، وكان الشيخ حسن له مؤلفات حسنة فمنها إسعاف أهل الإسلام بوظائف الحج إلى بيت الله الحرام، قال في خطبة الكتاب: أما بعد فيقول العبد الفقير المنكسر خاطره لقلة العمل والتقوى حسن محمد المشاط غفر الله ذنبه وستر عيبه إنك سألتني أسعدك الله ووفقني وإياك أن اتبع لك كتابي إسعاف أهل الإيمان بوظائف رمضان بإسعاف أهل الإيمان بوظائف الحج إلى بيت الله الحرام