أوعظ النفس لما جاء في خبر ... أذاب قلبي مع نقال أخبار
إن الفتى طاهر الأخلاق قد سفحت ... لفقده مقل كالهاطل السار
محمد نجل عبد الله من حسنت ... حقًّا سجيته فسل به دار
شخص جني ذكي نال معرفة ... شخص تقي نقي ليس ذا عار
على الصفا ووفا وحسن معتقد ... وترك فحش وما يزري به الزار
يرجى له الفوز إذ قد كان متصفًا ... بالخير مقتديًا بفعل أخيار
وآها القلب عليه أضحى ملتهبًا ... واهًا لدمع عليه سافح جار
سقى المهيمن قبرًا حله كرمًا ... بغيث عفو مع الرضوان مدرار
والله يسكنه يوم الجزا غرفًا ... بدار خلد بجنات وأنهار
ألا فيا عامر الدنيا رويدك لا ... تغررك زينتها وانظر بأفكار
ترى مصارع أقوام بها صرعوا ... كانوا فبانوا ولم يقضوا الأوطار
فلا تكن معجبًا صافي ببهجتها ... فإن مدتها كلمح أبصار
والموت حقًّا فلا تنسى به كربًا ... ما بين حشرجة تأتي وأسكار
فنسأل الله لطفًا ومغفرة ... والقرب منه وإبعادًا من النار
والحمد لله رب العالمين على ... ما قد قفاه من السرا وأضرار
ثم الصلاة على المختار سيدنا ... وصحبه خير أصحاب وأنصار
ما سحّ دمع وما حمامة صدحت ... تبكي هديلًا على أفنان أشجار
وقال الشيخ راشد بن صالح بن خنين مترجمًا وراثيًا للمترجم في يوم الأحد الموافق ٢٦ من ذي القعدة (١٤٠٠ هـ) رزئنا بوفاة صاحبنا وصديقنا الشيخ الأديب الوقور محمد بن عبد العزيز بن هليل عن عمر يقرب من السبعين أسكنه الله فسيح جنته بفضله ورحمته، وقد درس مبادئ أصول الدين والعقيدة السلفية على يد والده الشيخ عبد العزيز إمام وخطيب المسجد الجامع بالقرية المسماة (العذار) التابعة لبلدة الدلم في منطقة الخرج ثم سافر إلى الرياض وأخذ العلم بها عن عدة