مشائخ منهم سماحة شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ثم سافر إلى مكة مع الطلبة الذين اختيروا إذ ذاك للدراسة بالمعهد السعودي بمكة المكرمة ودرس به حتَّى تخرج منه مع دراسته بالحرم المكي الشريف على عدة مشائخ منهم الشيخ محمد بن عثمان الشاوي والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة والشيخ محمد البيز وغيرهم.
ثم عين قاضيًا ببلدة رابغ ثم نقل على درجة رئيس محكمة إلى الظفير بمنطقة غامد وزهران ومنها نقل إلى محكمة ساجر ثم إلى محكمة الدوادمي التي قضى بها أكثر من عشر سنين، ومنها انتقل إلى ديوان المظالم محققًا شرعيًّا ثم مستشارًا شرعيًّا على مرتبة رئيس محكمة حتَّى بلغ سن التقاعد.
وقد أعيرت خدماته أثناء عمله بديوان المظالم لحكومة قطر للعمل في تمييز الأحكام الشرعية، وقد عرف في جميع أعماله التي تولاها بالتثبت والحكمة والروية مع تحري العدل والحرص على الوصول إلى الحق مع اتصافه بالأدب والتواضع وحُسن المحادثة رحمه الله وعفا عنه وله شعر كثير في المناسبات والرحلات والرثاء وغير ذلك، ولعل أحد أبنائه يقوم بجمعه وترتيبه وطباعته ولقد تأثرت لوفاته تأثرًا بالغًا ورثيته بالأبيات الآتية:
كل البرية للفناء مصيرها ... لا فرق بين رعية أو سيد
والكل يلقى في القيامة سعيه ... يجزى به من صالح أو من ردي
فالمخلصون مخلدون بحبه ... والمشركون لهم عذاب سرمدي
إن المصائب في الحياة كثيرة ... لكن قبض العلم داء المقتدي
والعلم يقبض إذ تموت رجاله ... أهل القرآن مع الحديث المسند
إن المصيبة أن تكون بعالم ... يبكي لها أهل النهي والسؤدد
إذ أنَّها الرزء الكبير لأمة ... ترك الفراغ بثلمة لم تسدد
فالقلب يحزن والدموع مهيلة ... نبكي على فقد الأديب الأمجد