أكرم به عالم ذي هيبة ... عف اللسان مؤدب عف اليد
شغل القضاء بحكمة وروية ... وتأمل في المدعى والمقصد
نظر المظالم دارسًا ومحققًا ... قصد الوصول بدقة للمعتدي
ذي همة وعزيمة وترفع ... عما يشين العالم أو مبتدي
أشعاره مملوءة بنصائح ... وعقيدة تحكي صفاء الورد
ذي بسطة في علمه وبجسمه ... ذي خفة في الروح غير مفند
زين المجالس إذ يبوح بنكته ... فيها الجواب لصحبه أو يبتدي
أعني به شيخ الهليل صاحبي ... فاجبر مصابي في الصديق محمد
كم مرة شاركته أطروحة ... لنقي بها عنا هموم الجهد
كم مرة قال الرثاء بعالم ... والآن يرثى والبقاء للموجد
قد زرته فوق السرور ممددًا ... يشكو الضنى متألمًا بتنكد
بعد البشاشة والفكاهة عاقه ... ثقل اللسان عن الجواب الفرد
أسمعته صوتي فهمهم داعيًا ... لي بالثواب وممسكًا مني يدي
ودعته متكدرًا في لوعة ... والموت يرقب واقفًا بالمرصد
ذاك اللقاء هو الأخير وأرتجى ... جمع النعيم من الإله الأوحد
يا رب أعظم أجره وثوابه ... واجعل له في القبر أفسح مرقد
أولاده أوصي وأنصح مخلصًا ... متواصل وتعاطف وتودد
يا رب أصلح شأنهم وتولهم ... واحمِ الجميع من الغواة الحسد
ثم الصلاة مع السلام على الذي ... فضل الخليقة في الحياة وفي غدِ
هذا كلام صديقه وخاصته، وقد باح بما لديه من ألم الفراق فإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اغفر للمترجم.
ونعود إلى بقية التَّرجمة، كان المترجم طوالًا فوق الربعة ممتلئ الجسم قد أعطاه الله بسطة في الجسم أسمر اللون مهيب الطلعة ذا شخصية بارزة حتَّى ليخيل إليك