وكان مقلًا من الدنيا وزاهدًا بها غير ساعٍ لتحصيلها ومجالسه معمورة بالذكر والمناقشات والبحث في التوحيد وترسيخ العقيدة والنهي عن الشرك والابتعاد عنه والتخويف منه ويلهج بدعوة الشيخ محمَّد بن عبد الوهاب والسلفية ويبكي عند ذكره ويكرر الدعاء له والثناء عليه ويردد الأبيات التي قيلت في الثناء عليه، ويلقي عبارات الشيخ من كتبه ويلقي الأسئلة على دائريه ومجالسيه، ويفيدهم إذا لم يجاوبوا عليها وإذا تذكر آل سليم أثنى عليهم وبكى وأبكى من حوله لما يرويه عن حالتهم وتسمكهم بالعقيدة، وله ورد بالليل يحافظ عليه ويحتاط لذلك بحيث لا يجالس أحدًا بعد صلاة العشاء الآخرة، وينتابه زواره في الضحى وبعد العصر في منزله من طلبة العلم والمشائخ، ولا يترك فرصة لمحدثه أن يتحدث في أمور غير ما يتعلق بالدين، وما زال كذلك حتى وافاه اليقين في ضحى يوم الاثنين الموافق ١٢/ ٤ من هذه السنة، ويحث مجالسيه على التمسك بالدين والعقيدة.
ولما توفي شيعه المسلمون إلى المسجد الجامع الكبير ببريدة، وأقيمت عليه صلاة الجنازة بعد الظهر في جمع كبير ثم شيعوه من الجامع إلى مثواه الأخىير بحيث دفن في مقبرة الموطأ الشمالية وترحم عليه المى لحمون وبكاه أهل الدين والعقيدة ورثي بمراثٍ حِسان.
ومن صفاته أنه بارز في إظهار دينه ولا يداهن ولا تعجبه حالة بني الزمان التي تخالف ما كان عليه مشائخه السلفيون، فتجده لا يميل إلى الألعاب الرياضية لما ينشأ عنها من إضاعة الصلوات وخسارة الوقت، ولا سيما في الأسواق بحيث أنه قد يتأذى بها المسلمون ويتحرز من جميع محدثه في الدين.
وإن كان فيها مصلحة ويحث على التمسك بالدين، وقد خلف أبناء صالحين منهم محمَّد درس علينا من جملة طلاب العلم، وعضو في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعثمان، وهو أخرس ولكنه على جانب في محبة الدين وأهله والولاء والبراء، وإبراهيم توفي قبل وفاته بثمان سنين، وله أحفاد صالحون منهم علي بن محمد من جملة الذين درسوا علينا.