أضف إلى ذلك أن له روابط وثيقة وإخلاصًا لنائب الملك فيصل حينما كان أميرًا في الحجاز ومحافظًا على الوداد لرؤساء المملكة السعودية لما أظفرهم الله تعالى ومكنهم لذلك نجد ديوانه مملوءًا بمديحهم. كما أنه نال ثقة من الملك فيصل لما ولاه الله تعالى ونال أيضًا منزلة عالية لدى الملك خالد بن عبد العزيز رحمهم الله تعالى وأسبغ عليهم من رحمته وابلًا مدرارًا. وإنها لأيام قضاها في رضاء أولئك الملوك وامتدح ولي العهد فهد بن عبد العزيز وله صلة بسائر أمراء آل سعود وكان شعره جزلًا كوقع الصواعق، غير أن غالبه في المديح ولم يتظاهر بالهجاء، فمن مدائحه قوله لما لم يحج عاهل الجزيرة الملك عبد العزيز عام (١٣٦٠ هـ) ثم سافر النائب فيصل في ٢٨ محرم فقال هذه القصيدة في حفلة توديعه:
يغالبنا فيك الهوى ونغالبه ... فطورًا له العتبى وطورًا نعاتبه
أبالحق أن نلقى الذي لا نطيقه ... عشية هذا البعد تطوى سباسبه
أبالحق نعمى بسهمين عن يد ... فراق المفدى ثم يتلوه نائبه
سنحمل أعباء البعاد ثقيلة ... وفيك لعمر الله تضنى متاعبه
وهل أبصرت عين بغير سوادها ... وهل هو إلا حيث أنت تراقبه
ولم تزل في كل قلب وناظر ... وإن رفرفت أحناؤه وهوادبه
سل البيت عما قلت لو كان ناطقًا ... أجاب وحسبي أن يعبر حاجبه
رعى الله نجدًا إنها في بروجها ... سماء هدى تغشى الحجاز كواكبه
بلاد تود الأرض طرًا لو أنها ... من المجد فيها حيث نيطت مضاربه
إذا سطعت شمس النهار وخلالها ... فكل شعاع من سناها مساربه
تطل بها الأقمار من كل مطلع ... وتزهو بها أجابه وملاعبه
وتختال في أرباضها أسد الشرى ... حراصًا على العهد الذي عاد ذاهبه
ثقاة مذاويد ترى الصدق دأبهم ... إذا سخرت من ذي الأماني كواذبه