يلبث إلا قليلًا فنقل إلى قضاء البكيرية وقد لبث فترة من الزمن أعني قبل ذهابه لقضاء الأسياح رئيسًا لهيئة الأراضي والنظر في مشكلات تصريف مياه السيول وذلك في عام (١٣٧٦ هـ) غير أن لبثه في هذه الوظيفة قليل لكثرة المشاغبات والمنازعات ولا سيما كونه يبت فيها سريعًا، ولما أن ذهب لقضاء البكيرية لم يلبث أن أعفي من العمل وأحيل على المعاش.
فقدر أن تاجرًا من تجار الهند كان لديه ثروة فرأى أن يصرف منها في تعليم القرآن وحفظه ووافق تشجيعا من المترجم فأسست هذه الحِلق في المساجد لتحفيظ القرآن وينفق عليها من مال الهندي ومساعدات من الأجواد، وكان ابتداء هذا العمل أو تأسيس مدارس تحفيظ القرآن عام (١٣٨٣ هـ) وهي السنة التي أحيل فيها المترجم على التقاعد.
ولما أن كان في السنة التي بعدها أقيم مسجد في محلة آل الجربوع في الجنوب الغربي من مدينة بريدة قام بعمارته عبد الله بن تركي من أهالي بريدة الذين سكنوا في بلدة الكويت، فأقيم المترجم إمامًا فيه واتسعت رقعة المسجد بحيث كان جامعًا وجلس فيه لتدريس من ينتابه من أحبابه من طلاب العلم وتخرج عليه بعض الطلاب.
ولكنه لتقدمه في السن ولضعف بصره تخلى عن المسجد وعن الأعمال جملة حتى توفاه الله تعالى في هذه السنة على إثر مرض وشيعه للصلاة عليه في جامع بريدة وحمله إلى مثواه الأخير خلق كثير وتأسفت الأمة وترحموا عليه ودفن في مقابر الموطأ رحمه الله برحمته الواسعة، وكان له من الأخوة صالح بن سليمان وعلي بن سليمان كلاهما توفيا قبل وفاته وهما من طلاب العلم ومن أهل العقيدة وقد خلف المترجم عقبًا من الذكور والإناث.
وممن توفي فيها الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي رحمه الله وعفا عنه وذلك في ١٥ ذي القعدة من هذه السنة وهذه ترجمته: هو الشيخ اللوذعي الفقيه أبو