بهم ومن جملة اجتماعنا أن سرنا مرة إلى مدينة عنيزة على أرجلنا وفي صحبتنا الشيخ فهد بن عيسى، ولما أن خرج من بين والديه لم يكن لديه ثروة فاتخذ دكانًا في قبة رشيد المشهورة ولما لم تساعده حالته المادية اختار أن يكون في مزرعة بقرية الخضر الواقعة في الجنوبي الغربي عن مدينة بريدة وجعل يمارس طلب المعيشة وقد جعله الشيخ إمامًا وخطيبًا فيها وذلك ببعث كتاب إليه جاء فيه من عمر بن محمد بن سليم إلى الابن علي المطلق تلتزم إن شاء الله الإمامة في الجامع وكان يظهر آثار العفة عليه في حال الفقر والغنا وله عزة نفس وسلوك مع الأمة ثم سافر إلى الرياض للأخذ عن آل الشيخ فدرس على الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وعلى أخيه الشيخ عبد اللطيف ونال هناك إدارة مدرسة ثم أنه التحق في وظيفة لدى الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ اختاره الشيخ أن يكون يوزع الرواتب والمستحقات لهيئات الحسبة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويثق به.
ثم أنه رأى أن يتعاطى في شراء الأراضي وبيعها وجعل مدينة الرياض مقرًا لعمله وفتح الله عليه من أمور الدنيا ما أصبح به من أهل الثروة والموجدة وحظي واتسعت رقعة تعاطيه مع تيسير على المعسر وإذا كان له على أحد دَين فإنه يحسن في الطلب ويواضع فكان له من هذه الخصلة محبة بين الناس وذكر حسن.
ومما ينسب عنه أنه جاء إليه رجل يشكو تأخر زواجه فنظر فلم يكن له تلك الساعة ما يؤمن زواجه فقال له هل عندك مهر فقال لا أجد إلا بيت فأشار عليه أن يبيع بيته ويتزوج من قيمته، وباع عليه قطعة أرض وقال له خذ ما تبقى من قيمة البيت وعمّر ما يؤمنك من المسكن ولا تأتني بقيمة الأرض حتى يفتح الله عليك بها، ففعل ويسر الله له سعيه ومنحه الله سمعة طيبة بين الأمة وربما ضايقته الأحوال لاتساع الرقعة فلا يتسامح الخصم ويظنه واجد فيسيء المعاملة فكان مرة لما ضايقه بعض عملائه أحاله على ستة ممن كان لديهم مئات الألوف قد حلت أجالها ولم يضايقهم فكان ذلك الغريم الذي لا يبلغ طلبه عشرات الألوف يذهب