للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن غرائب ما جرى عليه أن غريمًا ضايقه في طلبه بأن لا بد أن يسدد أو يسجن فتقدم إلى السجن ولما أن دخل السجن في طلب نزر يسير بالنسبة إلى ما لديه من الثروة الطائلة وجد في السجن سجينًا في طلب مائة ألف عليه لم يجد لها تسديدًا فتحملها عنه وأخرج للسجن في الحال إلى أولاده.

وإنا نترحم على الأخ علي بن محمد بن مطلق ونسأل الله له الكرامة في الآخرة والرفعة بإحسانه إلى خلق الله وبذله ماله ونفسه في سبل المجد والكرامة وذكر عنه أنه وصى بشيء كثير في أعمال البر بعد وفاته من حجات له ولوالديه وأقربائه وترميم مساجد وبناية أخرى واشتراء مصاحف ومؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتوزيعها هكذا ذكروا بما أنني لم أتلقها عن مصدر وثيق ولم أقف على غالب أعماله الأخيرة فإنني أسلك مسلك السماع لا الرواية فالله المستعان.

هذا والواجب لإخلاص للتاريخ فما وصلني من حال قيامي بأعمال خيرية مساعدات مرة واحدة بل قد اشتريت منه قطعة أرض بحاجة فنقدته المعجل من القيمة وقبل حلول المؤجل منها بشهرين كاملين بعث يطلبها فعجبت لذلك فأخبرني أنه في تلك الساعة محتاج لغريم ولثقته بي طلب البقية قبل حل الأجل وكان مع ذلك لم يفرغ لي لكنني بعلم الله سددت له قبل حلول الأجل لتعلم أن مدحي له وثنائي عليه تقديرًا لإحسانه إلى الناس لا لأن له فضلًا علي أو معروفًا وكان عاقلًا لا يتوصل إلى سره ولديه اطلاعات على الغموض وبحث في مهامها ولا يحقد ولا يميل إلى غيبة أو مسبة أحد ولو أساء إليه.

وهذه صفته ضخم الجسم حنطي اللون قد لوحته الشمس له عينان كلسانين كثير تحركهما ويشابه خلقه الشيخ محمد العلي بن حركان ولما بدن كانوا يساعدونه في القيام.

وممن توفي فيها أمير تبوك سابقًا سليمان بن تركي السديري رحمه الله تعالى وعفا عنه كان شابًّا مثقفًا وذا مقدرة وتقدم ورجولة وكرم وسباقًا في المكارم والفضائل وكان مرحًا متواضعًا.