للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١٣٨٨ هـ) في مدينة الرياض ثم أنه نال الشهادة الجامعية في عام (١٣٩٣ هـ) وطلب أن يكون مدرسًا في متوسطة إمام الدعوة ببريدة ثم أنه طلب النقل إلى متوسطة ابن قدامة لقربها من المسكن، وفي كل تنقلاته كان موضع الإعجاب في نهضته ونشاطه، وقد تزوج عام (١٣٨٦ هـ) ولد له وأنجب وكان وَصولًا للرحم بارًا بوالديه محسنًا إلى جيرانه ويسعى بكل الوسائل لمنفعتهم وإدخال الراحة والسرور عليهم وكانوا لما أن فجعوا بوفاته بكوه وتأثروا وحزنوا، كما أن زملاءه في التدريس تأثروا لوفاته جدًّا، ورويت له منامات حسَنة بحيث رآه بعضهم بعد وفاته بيومين وهو يقول أنا حي لم أمت، قال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩)} (١) وله صوت جهوري يرتل القراءة يفوق به أبناء جنسه على العموم.

وكان أسباب وفاته أنه خرج يوم الخميس معه صبيته يقود السياقة لرؤية وادي الرمة حينما جرى فكان أمامه شاب سكران يقود سيارته بسير غير معقول فانقلبت سيارة الشقي وتقلبت مرات بينما كان بينه وبينها مسافة ثلاثين مترًا فانكفأت من تلك السيارة الهوجاء في ثالث مرة على غمارة سيارة ابننا فرمسته وهلك بين حديد سيارته ولقد أصبنا به وفجعنا بوفاته وما أحسن ما قاله أبو الحسن التهامي في رثائه لابنه:

يا كوكبًا ما كان أقصر عمره ... وكذاك عمر كواكب الأسحار

وهلال أيام مضى لم يستدر ... بدرًا ولم يمهل لوقت سرار

عجل الخسوف عليه قبل أوانه ... فمحاه قبل مظنة الأبدار

واستل من أترابه ولداته ... كالمقلة استلت من الأشفار


(١) آل عمران، آية ١٦٩.