للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقيل لنا فخر الشباب فقيدهم ... فأعظم به سعيًا قبيح العوائق

فما كان إلا برهة ثم نالنا ... من الخزي أمر لا يحد لرامق

فيا لك من خزي ويا لك من بلى ... ويا لك من غم يشيب المفارق

فقل لليالي كيف ما شئت فاصنعي ... فسوء القضاء يجري مر المذائق

فجعنا بكسر هدمنا مبانيًا ... فيا ما أمر البين في جنح غاسق

محمد لا تفجع أبوك مرزء ... مصاب وموتور بإحدى الطوارق

تركت الأهالي يسكبون دموعهم ... ورحت سليبًا تاركًا لك شائق

رحلت سليبًا أدرجوك بخرقة ... وقد كنت فينا مكرمًا بالدواشق

فقدناك يا خير البنين مفارقًا ... وعدنا سراعًا كالهزيم المفارق

نجر لأذيال الهزيمة والشقا ... بخيبة مأمول وهم ملاحق

فلو أن فيه الموت يقبل فدية ... لكنت له بالجهد خير مسابق

وقمنا دفاعًا دونه في نفوسنا ... بجاه ومال حاضر ثم لاحق

فقدناك يا من كنت فينا معززًا ... وكنت أديبًا ماهرًا في الخلائق

فقدناك برًا بل وصولًا مسددًا ... وكنت لنا ذخرًا لدى كل طارق

خسرناك يا من كنت فيهم مقدمًا ... كريمًا وصولًا نابغًا في الحقائق

خسرناك يا نجل المكارم والنهى ... فقل للشقا بئسًا لك من مطابق

على مثله يبكي جريح مرَزّؤ ... وتهمي دموع العين من كل دافق

فيا دهرنا أف لك من صديق ... أصبت لنجل مسعد في المضائق

دهينا به واسوءتا كيف أننا ... نكبنا به رغمًا على كل وامق

وقائله مالي أراك مفجعًا ... كثير الهموم مرهقات لواحق

وذا فكرة قد أذهلتك طويلة ... كأنك موتور بقطع العلائق

ألم ترَ أن الموت مرصاد حيِّنا ... وكل فريق للسوابق لاحق

فقلت ذريني قد عراني مصائب ... تكل لها حملًا بجبال الشواهق