للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أطلقت صاروخًا على طائرة إيرانية تحمل مائتين وتسعين راكبًا فاحترقت وهلك جميع ركابها وبعد ذلك التفتت إيران يمنة ويسرة فعلمت أن لا فائدة لها في مواصلة الحرب، وقبلت القرار رقم (٥٩٨) راغمة كما يقوله الخميني وأن ذلك كوقع السم على أحشائه وكان ذلك في آخر هذه السنة قبله وهو كاره له.

ولما أن كان في يوم الاثنين ٥ ذي الحجة من هذه السنة (١٤٠٨ هـ) يوافق ١٨ تموز يوليو (١٩٨٨ م) أعلنت إيران قبولها لقرار مجلس الأمن رقم (٥٩٨) لوقف إطلاق النار وكانت إيران قد خسرت الحرب وتخلت عن أراضٍ عراقية وتورطت في تصرفاتها السيئة فأعلنت رسميًا ارتياحها لقرار مجلس الأمن واحتجت بأن إسقاط الطائرة الإيرانية بفعل أمريكي وقد تلف فيها (٢٩٠) راكبًا مدنيًا وتدخلت سفن حربية أجنبية في الخليج هذا هو الذي دفعها إلى ذلك.

وفيها في شعبان في إبريل قطعت الحكومة السعودية العلاقات بينها وبين إيران يوافق (١٩٨٨ م) ذلك لما قصدت له من العداوة للحكومة السعودية وقتلها السفير السعودي في إيران وهجومها على حجاج بيت الله أمام الكعبة والمسجد الحرام الذي جعله الله أمنًا، وبما أن السعودية هي المسئولة عن تأمين الحرمين الشريفين لكونهما في ولايتها وقامت إيران بهتكها لحرمات الله أمام بيت الله ويقول الله جل ذكره: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٢٥)} (١) ولا ريب أنها وصمة عظيمة سودت وجه إيران، فقد عزمت قبل الواقعة بسنة على إرادة الإلحاد في مكة المكرمة ثم أقدمت في العام الماضي على ما أقدمت عليه من تقتيل حجاج بيت الله وأذيتهم فقد وجبت مقاطعتهم والتبري منهم ومنابذتهم بعد عرض مسألتهم على العالم الإسلامي.

وفيها في ١٣ ربيع الثاني قام أهالي فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة وما


(١) سورة الحج، آية ٢٥.