إليها بانتفاضة ضد اليهود سميت الانتفاضة الفلسطينية توافق رابع كانون أول ديسمبر (١٩٨٧ م)، وقام الصبيان الفلسطينيون والشباب يرجمون سيارات اليهود الصهاينة بالحجارة والزجاجات المحماة بالنار وجرت مظاهرات فكابدت اليهود الصهاينة من تلك الانتفاضة مشقة وقابلوا هذه الانتفاضة بإطلاق قنابل الغاز وبالدخان المسيل للدموع وقد يطلقون العيارات النارية على المتظاهرين.
وسقط من ذلك قتلى وجرحى من أهالي فلسطين ولكنهم لم يعبأوا بما يقوم به اليهود من البطش بهم والتعذيب والتنكيل واستمرت الانتفاضة بقوة ونشاط وقتال بينهم وبين اليهود.
ولعل هؤلاء الشباب من الفلسطينيين لما رأوا شجاعة المجاهدين في أفغانستان وسعيهم في تحرير بلادهم وصمودهم حتى أذل الله روسيا بقوتها وحدِّها وحديدها وانهزمت أمام الإيمان والعقيدة فتتبعثر قوات روسيا لما رأت الثبات الذي نشأ من أهالي أفغانستان وتندحر مدافعها وصواريخها وطائراتها لما صدق أهالي أفغانستان الحملة عليها وثبتوا أمام كيد أعظم دولة على وجه الأرض وكبدوها خسائر في الأرواح والمعدات الحربية وأسقطوا طائراتها حتى أدخلوا الرعب في قلوبهم وانسحبوا من أراضي أفغانستان.
وهكذا الإيمان إذا صدق أهله الحملة مستعينين بالله فإنه يتبعثر الباطل أمامهم وأثبت الدهر لأهل أفغانستان جدارة وشجاعة بيضوا بها وجه تاريخهم ولقد استشهد من أراد الله لهم الشهادة وجرح آخرون وتقطعت أوصال بعضهم ولكنهم لم يهنوا ولم يستكينوا وثبتوا في الجبال والمغارات يطلقون المدافع الصاروخية ويقذفون بالقوات التي حصلوا عليها من العرب والمسلمين وغيرهم وقد أمدتهم أمريكا وقام المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ممن تقلهم الغبراء وتظلهم الخضراء بمساعدتهم حتى كتب الله لهم النصر {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}(١)