أن أتخلى عنه له بقيمته وأنه بحاجة إليه، فأبديت لمشاعره بأني بحاجة ماسة إليه، قال فاشتد ذلك عليه فأشهد بأنه رفع طرفه إلى السماء وقال يلعنك يا رب بحيث لم تيسره لي.
وروى عبد الله بن محمد بن حسن أيضًا وكان ثقة أن يهوديًا اشترى مزرعة من عربي في فلسطين حينما كانوا يشترون سابقًا مزارع العرب هناك فيها ست بيارات وفدانات بستمائة ألف من العربي، فلما أن نقده الثمن قال لابنته وكانت بكرًا جميلة يا بنية دونك هذا العربي فاستخرجي نقودنا منه بأي وسيلة تكون، قال فكانت تحسن وتجمل وتدخل عليه في دكانه وتطمعه بنفسها زحمًا وتقبيلًا وجعل يبذل لها أموالًا طائلة فعل عاشق استولى عليه الهوى وافتتن بها، غير أنها كانت تماطله يومًا فيومًا تارة تعتذر بالحيض، وتارة تعده بغفلة أبيها، غير أنها لم تمكنه من نفسها فاشتد هيمانه وهيجانه، ولما أن استنزفت منه تلك الأموال أو أكثرها واعدته بأن تأتيه في بيته وعدًا صادقًا فانتظرها.
ولما أن لم تفِ خرج من الغد يطلبها في الأسواق فوجدها تحمل حقيبة وذكرت أنها تريد الذهاب إلى أوروبا بعد ثلاثة أيام ستعود إليه فأمسكها وقال يا عرب هذه البنت تماطل بي وتواعدني وتكذب حتى استنزفت ماليتي ثم احتضنها وألقاها إلى الأرض ووقع عليها والناس ينظرون فجاء البوليس ورجال الأمن لتخليصها منه بالضرب فما استطاعوا ثم ألقوا عليهما بطانية وتركوهما، ولما قضى وطره منها بعد مضي ساعة قال اصنعوا بي ما شئتم، فكانت النتيجة أن خطأوها وذهبت أمواله أدراج الرياح.
وحدثني ثقة أنه سمع أناسًا في فلسطين جالسين في قهوة، ولما أن رعدت السماء جعلوا يضحكون ويقولون هذا ربنا يضارط، فإلى هذه الدرجة نزلت الهمجية ببعض المغرورين، ولا يستنكر في حكمة الله أن يأخذ الظالمين ببعض ذنوبهم ويقول