ليوم الأربعاء جاءت قوات أمريكية أبحرت البواخر والأساطيل البحرية في مياه الخليج تحمل الأسلحة والإمدادات لنصرة العرب في الخليج وحفاظًا على بقية الأمة هناك، وجعلت تلك الأساطيل الأجنبية تفرغ حمولتها استعدادًا لنصرة العرب وإنقاذهم من تلك الورطة التي قام بها الرئيس العراقي، وكان من أفعال تلك الأيدي الجائرة إخراج المرضى من المستشفى وهدمه وإحراق جميع السيارات وتدميرها من المعارض، وما وقعت أيديهم عليه، ووقفت الدبابات والمدافع الضخمة في شوارع الكويت ولا تخشى أحدًا، وبلغت الأمور ذروتها حتى آخر اليوم السابع من تلك الجريمة، ولم ينبض العرب شفة سوى الكلام لا غير، ومن العجائب ذل أنزله الله في قلوب العرب، وخوف فلم يتقدم أحد لمقاومة تلك الفتنة العمياء، ولم تعمل الجامعة العربية نحو تلك الواقعة شيئًا، بل ولم يقم مجلس التعاون الخليجي بشيء من الكفاح أو صد هذا الغزو المرير، حتى غاية الساعة الثانية من غروب الشمس ليلة الخميس ١٨ محرم، ولقد ازدحمت الطرق في المملكة العربية السعودية لما لجأوا إليها، وسمح جلالة الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة السعودية لهم بذلك جزاه الله خيرًا لأنه لو لم يفعل ذلك لكان مئالهم إلى الهلاك والخمود، وذلك في إطار العطف والرحمة لمملكة استلبت واستولى عليها العدو بقوته وسلبه، وقد انتهب الطاغية أموال أهل الكويت، وقام يذيع بأنه فعل ذلك رحمةً بالكويت وإخراجًا لهم من قيود العبودية التي كانوا منذ زمن يعيشونها في حكم آل صباح، وذكر أن آل صباح كانوا فجرة فساقًا خونة، وأن الله بعثه في احتلال الكويت ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ولو كان صادقًا فيما ادعاه بإذاعاته وأبواقه أنه يريد الخير لهم وأن يسيروا أحرارًا بزعمه متخلصين من حكومة الصباح لما فعل بهم تلك الأفعال من التقتيل والنهب والسلب وإباحة الكويت للجنود العراقيين يفعلون بهم ما يشاءون، ويحكمون فيهم بما يريدون، فلقد كانت وما زال آل صباح الذين عاشوا في حكمهم وقتًا طويلًا مستريحين، وفي ظلهم الوارف خيرًا من جنته التي أشرنا إليها, ولقد كان أهل الكويت ينادون لما تخلصوا من