للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونقل عنه أن بعض الأزهريين قال له: مسيلمة الكذاب من خبر نجدكم، فقال مجيبًا له وفرعون اللعين رئيس مصركم، فبهت القائل له وسكت، وصدق الشيخ رحمه الله فإن كان مسيلمة قد ادعى النبوة فإن فرعون قد ادعى الربوبية وأين كفر مسيلمة من كفر فرعون لو كانوا يعلمون، مع أن سيئات مسيلمة وفرعون تحمل على ظهورهما.

وأخذ العلم عن الشيخ والده عبد الرحمن بن حسن، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، وأخذ أيضًا عن الشيخ أحمد بن حسن بن رشيد الحنبلي، وأخذ عن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله.

أما ولادته فكانت في سنة ١٢٢٥ هـ في الدرعية، فلزم طلب العلم وجد واجتهد حتى كان آية من آيات الله، باهرةً في الحفظ والذكاء وكثرة المطالعة وحتى أصبح عالمًا بارعًا محققًا فاضلًا ملازمًا للتدريس مرغبًا في العلم معينًا عليه، وما زال يتقدم حتى كان سباقًا في العلوم لا يبارى، وجوادًا في نيل الفضائل لا يجارى، وكان قد تفود بوالده في مصر وتخرج عليه حتى أنار الله قلبه بنور العلم والإيمان ومنحه طرائف التوفيق والعرفان فأنعم به من ماهرٍ متكلم وحافظ تتقاصر عنه سورة كل متقدم ولا غرو ولا بدع، فقد كان أصله طيبًا وسلسلته زاكية، فرحمة الله عليه من إمام بلتع وفاضل فصيح مصقع حاز قصب السبق في الفروع والأصول وحوى منها ما سمق وسبق به الأئمة الفحول، فلقد تبحر في جميع فنون العلم وبلغ شأو العلى في رصانة المنثور والمنظوم؛ وهذه رسائله المفيدة وأجوبته القاطعة السديدة قد اشتملت على أصول أصيلة ومباحث قيمة جليلة تدل على فضله وتطلعك على ما هنالك، وثواقب علومه يهتدي بها السائر عن سلوك المعاطب والمهالك.

ثم إنه لما قدم من مصر إلى نجد في سنة ١٢٦٤ هـ، قدم معه بكتب كثيرة فانتفع الناس بعلمه وجلس لديه حلق للتدريس كبرى، واستعمله الإمام فيصل قاضيًا في الأحساء ثم كان قاضيًا مع أبيه في الرياض، وكان الإمام فيصل يختصه ويسافر به معه، كما خرج به في خروجه لغزو أهل القصيم، فكان الشيخ في معيته إمامًا