العراق وبدأت الطائرات تضربها، وركزت قذف القنابل على مطارات العراق والمراكز العسكرية فيها، وسمعت الانفجارات ودوي ضرب القابل، وذلك بعد المعذرة وإمهال العراق وقتًا طويلًا لتتراجع عن غيها، فلما لم تعد المفاوضات في كل تلك المدة عدلت أمريكا وحلفائها بريطانيا العظمى وفرنسا إلى اللجوء إلى القوة، وقد أحضرت في ضمن تلك الأسلحة أسلحة نووية كيماوية لاستعمالها ضد العراق إن دعت الضرورة إليها، وكان ذلك في منتصف الليل من يوم ١٧ يناير كانون الثاني ١٩٩١ م، وقد رجعت الطائرات التي باشرت الضرب سالمة، وقد ظهر في أول وهلة عجز العراق وضعف غطرستها، ولما أن وقعت الواقعة كان من المعلوم أن العراق بغرورها لا تستطيع الصمود أمام تلك الأهوال، وكان فجر يوم الخميس وقتًا لمطالع الحرب الضروس التي تنفست في ذلك اليوم، وأعدت الأحوال لها من أمريكا ولندن وباريس والسعودية ومصر وسوريا، وما يحتوي عليه ذلك الجيش من الإمارات الخليجية قطر ودبي وعمان وأبو ظبي والبحرين وغيرها، وكان أول شيء إطلاق أربعين صاروخًا من السفن الأمريكية على المواضع الحساسة، واستطاعت مع قاذفات القنابل التي ركزت على القضاء على المواقع النووية والكيماوية في العراق، وكانت الطائرات التي اشتركت في ضرب العراق قد بلغت الفين وخمسمائة طائرة، وأصيبت العراق بأربعمائة غارة أسقطت عليها أربعة آلاف طن من الحديد وأصيب نصف جيش صدام المحيط به، وضرب موضعه وأصيبت المواضع الكيماوية والمواضع النووية والهاتف والمطار العراقي والمواضع العراقية العسكرية في الكويت، وأصيبت مدينة الخفجي من ضرب مدافع العراق فاستهدفت بعض خزانات الزيت، وقد سهل الله إطفائها، واستمرت هجمات أمريكا وحلفائها طيلة ذلك اليوم حتى بلغت غاراتها ألف غارة، وتم إنزال ثماني عشر ألف طن من الحديد على العراق، ودمر قصر الرئاسة تدميرًا كاملًا، كما أن الصواريخ التي وجهها العراق إلى إسرائيل في تل أبيب قد دمرت هذا في أول يوم من غزو الحلفاء للعراق، وما زالت القوات الإسلامية ومساعدوها تشن غاراتها