على العراق حتى قضى يوم وليلة وهي مصرة على غيها، وقد انقطعت المواصلات بين العراق والعالم بحيث أن الهاتف السلكي واللاسلكي قد دمرت ودمرت الشبكة الكهربائية، وقد ألقت أمريكا مناشير تنصح الأهالي بالعراق بالفرار إلى خارجها، وفعلًا قد فرَّ بعضهم إلى إيران والتحق إليها وإلى غيرها فقد التجأ إلى الأردن سبعمائة وخمسون عراقيًا وبعثت الأول المساعدات لأولئك اللاجئين من بطانيات وملابس ومواد غذائية وتوقع أن يبلغ العدد من اللاجئين في الأردن إلى ثلاثة آلاف لاجئ، وكانت أمريكا قد أمهلت العراق تسع عشرة ساعة من صدور قرار مجلس الأمن رقم ٦٧٨ في ضربها لعلها تفيء، ولكنها ما دامت في عنادها وغيها، وفي هذه الأثناء قامت قوات العراق ترسل صواريخًا إلى مدن السعودية على الرياض والظهران، ولكن القوات الأمريكية كانت تضادها جوًا، فكانت تلك الصواريخ العراقية تنفجر في الجو، كما أن الصواريخ الموجهة إلى تل أبيب "سكود" تصاب بمضادات أمريكا، ولما أن أرادت إسرائيل الدفاع عن كيانها وما تحت يدها وأن ترد على العراق سيحدث منها غضب من بعض ملوك العرب ورؤسائها تعلقًا بخيط من العنكبوت لمساعدة العراق، وزودت أمريكا لإسرائيل بصواريخ طراز باتريوت قوية التأثير على صواريخ العراق، وتكفلت لإسرائيل بحمايتها.
ولما أن كان في يوم الاثنين سادس رجب قامت الطائرات الأمريكية بضرب مدينة البصرة واشتد القصف عليها حتى اهتزت مدينة الأهواز الإيرانية من ضرب القنابل التي فاقت بضخامتها واستهدفت البصرة، فقام كافر الخليج زنديق القرن الخامس بتفجير آبار الزيت في الكويت وأضرمها نارًا، كما كان يطلق صواريخ سكود السوفيتية على الرياض والظهران، ولكن الله أبطل كيده فكان يقابلها الصواريخ الأمريكية فتفجرها في الجو، وتبطل مفعولها، ولقد أصيبت إحدى عمائر مدينة الرياض بشظية صاروخ من صواريخ الشقي فأحدثت أضرارًا بسيطة ولكن غالب سكان الرياض لما رأوا الرياض تصاب كذلك امتطوا السيارات على اختلاف أنواعها بعوائلهم وفروا هاربين إلى القصيم، ولا ريب أن هذا الشقي