للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصبح كما قال الله تعالى في كتابه: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (٢٠٥) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: ٢٠٥, ٢٠٦]، ولقد اشتد الحرب والضرب في منطقة الخليج، وشاركت القوات الفرنسية في ضرب العراق، كما أنها استطاعت أن تأسر عشرات الجنود العراقيين في الكويت، وأصيبت القوات البحرية العراقية بتدمير لبعضها، كما أنها قطعت المواد الغذائية عن العراقيين المرابطين في الكويت حتى جعلوا يطوفون في الشوارع ليحصلوا على كسرة من الخبز، وما زالت الإمداد المحاربة من بريطانيا وغيرها تتواصل لنجدة القوات المشتركة، وكان من أعظم ما لدى العدو اللئيم صواريخ سكود، فكان يطلقها إطلاقًا عشوائيًا لعدم معرفة شياطينه لها، لأن الرجال المدربين لمعرفة هذه الصواريخ قد أعدمهم غضبًا لما لم ينتصروا ولم يحرزوا تقدمًا، ومما يؤسف له أن جعل هذه الصواريخ متفرقة وفي أمكنة غير معلومة لئلا يحصل تدميرها القبض عليها، كما كنت أظن أنه تصرفه هو وكلابه برؤوسها جهلًا بمعرفتها أضعف قوتها، وإلا فلو كانت على وضعها الأول لكان لها تأثير عظيم لقوتها وعظم ضررها، ومع ذلك فإنها شديدة الانفجار وقوية التدمير، ولا أدري كيف غفلت الأمة عن شرائها والحصول عليها، كما أن حصل تسخط المجتمع الدولي على روسيا بحيث لم تبذلها لغير هذا المجنون الشقي، ولقد تقدمت قوات العراق إلى مدينة الخفجي وهجمت عليها هجومًا انتحاريًا، ولكن القوات السعودية بمساندة الجيش القطري استطاعت إخراجها وطردها ناكصةً على أعقابها وكبدتها خسائر جسيمة، وحطمت آليتها تحطيمًا فكانت قوات صدام ما بين أسير وقتيل، واستمرت الطائرات المشتركة في ضرب البصرة حتى اهتزت قصور مدينة الأهواز الإيرانية.

وقد فرَّ من العراق طيارون بطائراتهم إلى إيران فاحتجزتهم إيران متظاهرة أنها لا تطلق سراحهم حتى تضع الحرب أوزارها، غير أن إيران بالرغم من أنها كانت على الحياد في هذه الحرب لا تدخر وسعًا بالعطف على صدام الذي كان مبارزًا لها