بالعداوة والكيد والحروب الدائرة رحاها ثمان سنوات، والدليل على ذلك سعيها بالصلح بين العراق والحلفاء لما رأوا انتصاراته عليه، وهذا شيء يعجب له.
ولما أن كان في دخول شهر شعبان ١٤ فبراير اشتد الضرب على العراق واهتزت حيطان مدينة عبادان والأهواز من قوة الانفجارات، ودمرت الطائرات الأمريكية جميع ما مرت عليه في العراق من الصواريخ، وأصيبت محطات الكهرباء وخزانات المياه والمواصلات، وكانت الجنود الذين جعلهم الرئيس العراقي من أهالي العراق دونه وحرسه الجمهوري مقصورين على وجبة واحد، كانت خمس ملاعق من الأرز في اليوم والليلة بينما يتنعم في مخابئه التي أعدها في جرف الأرض وأهالي العراق بحالة يرثى لها قد استهدفت بعض مساكن الأهالي المدنيين للقصف لما كان ذلك الطاغية العراقي يطلق صواريخه على الرياض والحفر والمدن السعودية إطلاقًا عشوائيًا فتصيب النساء والأطفال في فرشهم، وأصبح ذلك المؤذي بطبعه عقوبةً على شعبه خاصة وعلى المسلمين عامة وكان إطلاقه صواريخه الشديدة الانفجار على اليهود في فلسطين وعلى العاصمة السعودية الرياض، فقد أصيبت جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، ولم يكن فيها ليلًا سوى الخدم الضعفاء الذين أصيبوا، وقد تصيب بعض الأهالي المدنيين العزل، ونذكر إصابة من شظية صاروخ من صواريخه لما أطلق آخر الليل إنه هدم بعض المساكن فما أخرج المصابون في تحت الأنقاض إلا وقت العصر من ذلك اليوم لما انتشلت جثثهم فوجدوا ما بين قتيل وجريح تكسرت الأبواب والنوافذ التي تقع عليها تلك الأهوال، وأصبحت مدينة الرياض التي كانت زهرة الدنيا مهددة بالأخطار ولا تزال صفارات الأنذار عالية أصواتها وتارةً تنادي الإذاعة بالاستعداد وأخذ الحيطة لما سيجري، وتارةً تنادي بأنه زال الخطر والحمد لله فاذهبوا إلى أعمالكم، ولما أن رأى الأهالي ما دهى ركبوا الصعب والذلول وفروا هاربين على ما حصلوا عليه من قلابيات وغيرها مكشوفةً إلى القصيم فاستأجروا مساكن فيها، ومنهم من لم يحصل إلا على خيام نصبوها في البراري، وقد كانت